نتيجة مثيرة توصلت إليها دراسة طبية في البلاد مؤخرا، تقول إن 300 مواطن في الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية لقوا حتفهم من مرض الشخير المزمن؟! * أي أنّ كل شيء في البلاد أصبح يقتل، حتى الشخير الذي كان العشرات بل المئات والآلاف من الجزائريين يمارسونه بحرية وديمقراطية، وأحيانا باستبداد ضد الآخرين، أصبحوا الآن معرضين للموت بسببه؟! * النتيجة نفسها، تُذكّرنا بحالة الجزائريين الذين ماتوا حتى بعد انتصارات الفريق الوطني الأخيرة، سواء بالنوبات القلبية من شدة الخوف والقلق، أو ماتوا فرحا في الشوارع التي تقتل يوميا 10 أشخاص في حوادث متفرقة؟! * الغريب أن الكثير من الجزائريين الذين يستهلكون أخبار العالم عير الفضائيات بشكل مفرط، عبّروا أكثر من مرة، عن قلقهم الشديد من انتشار أنفلونزا الخنازير عبر العالم، واستشاطوا غضبا للتقارير التي تقول إن الحكومة لم تستورد اللقاحات حتى الآن، أو أنها ستستورد كميات لا تكفي كل الجزائريين في حالة تحول المرض إلى وباء، ومصدر الغرابة، أن هؤلاء الجزائريين الخائفين المرتعدين، من أنفلونزا الخنازير، جاهزون للموت بسبب أو بآخر، وتحت طائلة أمراض متعددة، أكثر قِدما وأقل خطورة، مثل التيفوئيد والليشمانيوز وحتى الجذري؟! * البعض يتحدث عند الخوض في مسألة انتشار أنفلونزا الخنازير عبر العالم، عن مؤامرة بين شركات الدواء ومنظمة الصحة العالمية لنشر الرعب، أو عن مخطط أمريكي قديم يقضي بإنقاص عدد سكان العالم سواء في الحروب أو عن طريق الأمراض، فلماذا لا يمكن القول إن هنالك مؤامرة من الحكومات الفاشلة ووزارات الصحة المتعاقبة، تقضي بترك الجزائريين يموتون بأمراض من العصور الوسطى، بحجة أن الوفاة قدرية، و"... المكتوب على الجبين، لابد تشوفو العين"؟! * لماذا تحولت المستشفيات إلى مجالس عزاء، الخارج منها بمرض واحد يعزي الداخل إليها، والزائر فيها للمرضى، يظهر وكأنه في زيارة وداع لا لقاء بعده؟! * قديما قيل "تعددت الأسباب والموت واحد"، وفي وقتنا الحالي، لم يعد مهما البحث في الأسباب، ولا في الإمكان حصرها، طالما أنها تزايدت في البلاد وتشابهت، من الموت فرحا إلى الموت بالقنطة، ومن الموت بالجذري إلى الموت بالشخير؟!