تشير الإحصائيات إلى أن 2 إلى 3 بالمائة من الجزائريين يعانون من الشخير الذي يسبب ضيق التنفس أثناء النوم، مما يؤدي إلى أزمات قلبية وتنفسية وأحيانا إلى الموت المفاجئ، وقد اعتبر الأخصائيون المشاركون ضمن الورشات الأولى حول اضطرابات النوم أن ظاهرة الشخير أثناء النوم والمتبوع بضيق في التنفس داء مهدد للصحة العمومية، وطالبوا بضرورة إدراجه ضمن الأمراض المتكفل بها. حذر البروفسور نافطي المختص في الأمراض الصدرية من الشخير ومخاطره على الصحة باعتباره مرضا خطيرا، مشيرا إلى أنه لا يوجد علاج جراحي للشخير المصاحب لانقطاع التنفس أثناء النوم، وطمأن في تصريح ل"المساء" بأن الشخير ليس مرضا وراثيا، لذا فإن شخير الأطفال غالباً يكون سببه التهاب الحلق واللوزتين أو الجيوب الأنفية، وبإجراء جراحة للأنف لإزالة الزوائد وتنظيف الجيوب وتقويم اعوجاجه نساهم في توقف الشخير. 50 في المائة من الرجال يعانون من الشخير الشخير مرض شائع يصيب حوالي 30 من البالغين، إذ تشير بعض المصادر الطبية إلى أن نصف الرجال بمجتمعنا يعانون من الشخير، في حين تعاني ربع النساء من هذا المرض وأغلب المصابين بالشخير هم مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومرض البدانة، وهي أمراض تشكل خطورة على الصحة العامة للإنسان. وببساطة يمكن تعريف الشخير على أنه صوت مزعج يصدر أثناء التنفس خلال النوم، وهو ناجم عن ضيق مجرى الهواء بسبب تضخم أنسجة الحلق أو عيوب في الأنف، كالزوائد الأنفية "النغانغ" أو اعوجاج الأنف، وعند كثير من المصابين بالشخير يكون انسداد مجرى الهواء جزئيا، ولكنه عند البعض الآخر يكون انسدادا كاملا، ويستمر هذا الانسداد لعدة ثوان أثناء النوم، قد يتراوح من 10 ثوان إلى دقيقتين دون وعي الفرد بذلك، وخلال الانسداد الكامل يختفي الشخير ثم يعود مرة أخرى مع عودة التنفس، وهنا يكون صوت الشخير أقوى.. وفي هذه الحالة فإن المريض يكون مصابا بمرض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. وأشار مختصون على هامش انعقاد الورشات الأولى حول اضطرابات النوم بالعاصمة إلى أن الشخير يعتبر مشكل صحة حقيقي تسعى الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والسل، والمنظمة للورشات الأولى حول النوم إلى إدماجه ضمن الأمراض المتكفل بها، وتمت الاشارة إلى توفر آلة التنفس الاصطناعي لعلاج الشخير المزمن التي يجب استخدامها حسب التوصية الدولية خمس ساعات في الليلة على مدى خمسة أيام على الأقل أسبوعيا، ولمدة خمس سنوات للمساعدة على تحسن مريض الشخير. من جهة أخرى كشفت الدكتورة "صفية غاتي" مديرة طبية بشركة "فليبس ريسبيرونيكس" مزودة الجمعية بآلة التنفس الايجابي أن اضطرابات النوم المنجر عنها الشخير تعتبر مشكل صحة عمومية على المستوى العالمي، موضحة أن لهذا المشكل آثارا طويلة الأمد خاصة في الجانب الاقتصادي إذا لم يتم التكفل المبكر بهذا المرض. 15 في المائة من الأطفال يعانون من الشخير كذلك تشير الأرقام إلى أن 10 إلى 15 من الأطفال يعانون من الشخير، وذلك بسبب ضعف مناعتهم، وبالتالي فإنهم عرضة للحساسية والتأثر بالتغيرات المناخية أكثر من غيرهم، ومن الممكن ملاحظة الشخير عند الطفل منذ الولادة وحتى عمر 6 أو 7 سنوات. ويؤثر الشخير بصفة كبيرة على الأطفال، إذ يسبب لهم عدم التركيز والتراجع في الدراسة نتيجة النوم بشكل متقطع، إضافة إلى تراجع في النمو أو الوزن نتيجة انقطاع الشهية، إضافة إلى تأخر في النمو الفكري بسبب انقطاع الأوكسجين عن الدماغ خلال اضطراب التنفس في فترات متقطعة ومتكررة من النوم، وهنا لا بد أن نشير إلى أنه من واجب الأهل عرض طفلهم على طبيب الأنف الأذن والحنجرة لإجراء الفحوصات وتحديد العلاج أو حتى اللجوء إلى عملية لانتزاع اللحميات أو اللوزتين في حال فشل العلاج الطبي، وغالبا يتم ذلك بعد عمر الخمس سنوات.