رافقته منذ نزوله على أرضية مطار هواري بومدين إلى غاية توديعه بنفس المطار، فاكتشفت شخصية مصرية على قدر كبير من الثقافة والاحترام والثقة في النفس، رجل لم تستطع زلازل عاتية أن تهزه في مصر ولا خارجها، كيف لا وقد سكن قلوب الملايين داخل مصر وخارجها.. * * جاء الكابتن أحمد شوبير إلى الجزائر وترك وراءه زوابع إعلامية عاتية تلاحق مبادرته الشجاعة، طفيليون ومعقدون في الإعلام المصري يلاحقون الرجل لأنه قرر أن يأتي إلى الجزائر بنفسه ويقف على حقيقة الأوضاع، وبمجرد نزوله المطار التف الجزائريون حوله وتزاحموا للالتقاط الصور معه وقالوا له بصريح العبارة »نحن نحبك ونحب كل أشقائنا المصريين وتبا لمقابلة في كرة القدم إذا كانت سببا في تشويه الصورة الجميلة بين البلدين«. وأينما حل الكابتن وارتحل وجد أمامه شبابا يافعا يتزاحم للحديث معه وشكره على شجاعته في قول الحقيقة ومحاربته لدكاكين الفتنة الرياضية، رغم الحملة التي يقودها المعقدون في بعض الفضائيات المصرية ضد كل ما هو جميل بين الشعبين، وأكثر من ذلك يقودون حملة ضد مبادرة جريدة المصري اليوم »وردة لكل لاعب جزائري« بحجة أن لاعبيهم استقبلوا بالطوب وليس بالورود وتلفزيونات العالم كلها تشهد أن لاعبي الفراعنة استقبلوا في مطار هواري بومدين بشاحنة من الورود.. * استطاع أحمد شوبير أن يخرس الألسن الفتانة ويشمع دكاكين الفتنة في مصر التي تتاجر بالعلاقة بين البلدين وتستهتر بمشاعر الشباب وتستفز بطريقة همجية مشاعر الجزائريين، ورغم استمرار الحملة إلا أن مصداقية هذه الدكاكين بعد الموقف الشجاع لشوبير وتحديه لعرابي الفتنة، أصبحت في مهب الريح وأصبحت برامج الغندور ومصطفى عبدو ومدحت شلبي وغير المؤدب عمرو أديب، أصبحت دكاكين شاغرة أو مكدسة بسلع كاسدة ومنبوذة حتى في الشارع المصري. * تحية لشوبير وأمثاله بالملايين في الشعب المصري ممن يحرصون على الماضي والمستقبل والحاضر قبل أي مقابلة في كرة القدم، لقد عاد شوبير إلى مصر مُقرا أن الأمور طبيعية وأن الشعب الجزائري محب للشعب المصري والعكس صحيح وكلاهما يمتلك من الروح الرياضية ما يجعله يقبل الفوز أو الهزيمة إذا كانت نظيفة وبعيدة عن المؤثرات الخارجة عن إطار المستطيل الأخضر. وعكس الباقين، قال شوبير أنه سيشجع بلاده وسيحتفل بفوزها ومستعد أن يشجع الخضر إذا افتكوا الفوز النظيف في قلب القاهرة لأنهم بذلك يستحقون المونديال.. * لن نخشى على العلاقات المصرية الجزائرية مهما حدث في مقابلة القاهرة مادام أمثال شوبير في البلدين كُثر فهم صمام الأمان لحماية هذا الرصيد الحضاري من عبث العابثين هنا أو هناك.