ثلاثي في أوج قوته هذه الأيام يطغى الموعد المرتقب للمنتخب الجزائري يوم 14 نوفمبر القادم ضد نظيره المصري على يوميات التشكيلة السطايفية في الدارالبيضاء، سيما وأن كل المواطنين المغربيين لا يترددون في سؤال العناصر الدولية الجزائرية في تشكيلة نادي عين الفوارة عن المباراة المنتظرة ضد "الفراعنة". * * لكن الملاحظ أن التركيز على المواجهة الجزائرية المصرية لا يقتصر على اللاعبين الدوليين الثلاثة في تشكيلة المدرب علي مشيش (رحو، شاوشي ولموشية) بل تعداه إلى لاعبين آخرين لم يفقدوا الأمل بعد في الانضمام إلى تشكيلة رابح سعدان قبل التنقل إلى القاهرة سيما في ظل مطاردة لعنة الإصابات للاعبين المحترفين. * ويتجه تفكيرنا بصفة خاصة إلى الثلاثي حاج عيسى، زياية والعيفاوي، بل إن هؤلاء اللاعبين يجدون صعوبة كبيرة في إخفاء طموحهم في الالتحاق بالخضر قبل موعد 14 نوفمبر القادم، تاركين الانطباع بأنهم في حالة طوارئ قصوى تماما مثلما يحدث للجندي الاحتياطي الذي يكون على أهبة الاستعداد للالتحاق بساحة المعركة في أي وقت من الأوقات. * * العيفاوي يريد تكرار سيناريو الأورغواي * ولأن هاجس الجميع في المنتخب الوطني خلال اللقاء القادم ضد مصر يخص الدفاع، فإن الإصابة التي تلقاها منذ عدة أيام صخرة الخط الخلفي مجيد بوڤرة فتحت الباب واسعا أمام تكهنات المختصين بخصوص اللاعب الذي قد يخلفه سيما في حالة عدم تماثله للشفاء بصفة كلية قبل الموعد المرتقب. * ويعتقد الجميع في وفاق سطيف سواء كانوا لاعبين، مدربين أو مسيرين بأن عبد القادر العيفاوي هو الأصلح لأخذ مكان بوڤرة بالنظر إلى المستوى الكبير الذي ما انفك يقدمه مع التشكيلة السطايفية منذ الموسم الماضي. * وما يزيد في حظوظ ابن "الرويسو" في رأي هؤلاء النقاط الهامة التي سجلها ذات اللاعب في المباراة الودية التي لعبها المنتخب الوطني ضد الأورغواي وديا في شهر أوت الماضي بملعب "5 جويلية" حيث خلف العيفاوي يومها المدافع عنتر يحيى بامتياز إلى درجة أن المدرب الوطني وجد حرجا كبيرا في الاستغناء عنه بعد تلك المباراة. * وعند حديثنا إلى العيفاوي بدا لنا هذا الأخير مركزا كثيرا على مباراة مصر وكأنه يشعر في قرارة نفسه بأن المدرب الوطني قد يلجأ إلى خدماته مجددا في أية لحظة، ما يجعله على أهبة الاستعداد، على الرغم من أنه يرفض الإدلاء بأي تصريح في هذا الموضوع حيث اكتفى بالتأكيد ل "الشروق" أنه يأمل في أن يتعافى بوڤرة من إصابته حتى يكون حاضرا ضد مصر، لأن مكانته في دفاع الخضر لا نقاش فيها -على حد قوله- قبل أن يضيف: "من جهتي، فإنني أعمل دائما بجد واجتهاد لأن أكون في الموعد في كافة خرجات فريقي وفاق سطيف سيما في ظل الرهانات الكثيرة التي رفعناها هذا الموسم، أما الحديث عن المنتخب الوطني فهو سابق لأوانه، باعتبار أن الرأي الأول والأخير في استدعائي له يبقى للمدرب رابح سعدان". * * الحلم الأنجليزي غيّر مجرى حياة حاج عيسى * ويبدو جليا بأن مباراة القاهرة المرتقبة قد استحوذت على تفكير النجم السطايفي حاج عيسى أيضا، هذا الأخير لم يفقد هو أيضا الأمل في حضور الموعد وهو الذي لم يهضم بعد استغناء سعدان عن خدماته.. وفي ظل المتاعب الصحية لصانعي ألعاب الخضر مراد مڤني وكريم زياني، فإن حاج عيسى يضع من الآن نفسه تحت تصرف الناخب الوطني إذا ما أراد هذا الأخير الاستنجاد به في حالة عدم تعافي لاعبي لازيو وفولسبورغ. * "بطبيعة الحال فإن تقمص الألوان الوطنية في مناسبة هامة مثل التي تنتظر الخضر في القاهرة حلم كل لاعب، وشخصيا لا أزال أحن للعودة إلى المنتخب الوطني حيث لا أخفي عنكم أنني لم أهضم بعد الابتعاد عنه، ومهما يكن فإن الفصل في الموضوع من صلاحيات المدرب الوطني الذي عليه أن يعلم فقط بأنني رهن إشارته" أسر لنا "باجيو العرب" الذي خطف الأضواء هنا بالدارالبيضاء بالنظر إلى الشعبية الكبيرة التي يحظى بها بين أنصار فريقي الرجاء والوداد. * ويؤكد كل من يعرف حاج عيسى جيدا من بين زملائه في الوفاق ومسيريه بأن الأخير تغير كثيرا منذ عودته من انجلترا، حيث كاد أن ينضم إلى نادي بورتموث. ويبدو بأن الفترة التي قضاها هناك إلى جانب لاعبين محترفين من جنسيات مختلفة قد فتحت عينيه على أمور كثيرة وجعلته يراجع نفسه، حتى أنه يفاجئ الجميع في الوفاق بجديته الكبيرة، وهو ما لاحظه عليه أيضا المسيرون حيث قال لنا أحدهم: "حاج عيسى تغيّر كثيرا منذ عودته من إنجلترا فقد أصبح مثالا للاعب المحترف من خلال الجدية الكبيرة التي يظهرها في داخل الميدان وخارجه، وأصبح مواظبا أيضا على تلاوة القرآن، ما يجعلنا ندعو له بالمواصلة على هذه السيرة". * * زياية زارع الرعب في الملاعب الإفريقية * الأمر نفسه ينطبق على هداف الوفاق وكأس الكاف عبد المالك زياية الذي يستغرب الجميع هنا في الدارالبيضاء لعدم تواجده مع التشكيلة الوطنية، خاصة وأنه يتمتع بفورمة كبيرة في الوقت الحالي. * ذات الرأي يذهب إليه مدربه علي مشيش وكل المسيرين الآخرين سيما في ظل حاجة الخضر ضد مصر إلى مهاجم ذي فعالية كبيرة، باعتبار أن السيناريو المتوقع في مباراة القاهرة هو أن تعمد التشكيلة الوطنية إلى الهجومات المعاكسة، وفي هذه الحالة فإن زياية بإمكانه تقديم خدمات كثيرة للمنتخب سيما في ظل عدم جاهزية جبور الذي تنقصه المنافسة كثيرا وتراجع مستوى غيلاس، وعليه فإن زياية بمقدوره مساعدة صايفي وغزال في الهجوم. * * رحو يتطلع لتصفية حسابات عمرها 8 سنوات * ربما لا يتذكر الكثير بأن المدافع الأيمن للتشكيلة الوطنية سليمان رحو كان حاضرا فوق الميدان خلال المباراة المشأومة بالقاهرة سنة 2001 عندما تكبد الخضر هزيمة نكراء ضد الفراعنة ((5-2 وهي المباراة التي يتخذها المصريون وسيلة لتحفيز لاعبيهم لتكرار ذات السيناريو، سيما وأنهم بحاجة ماسة إلى الفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل مباشرة إلى المونديال. * وسيكون رحو اللاعب الوحيد من تشكيلة جداوي في 2001 الذي سيكون حاضرا ضد الفراعنة، ما يجعله ينتقل إلى الأراضي المصرية بالتأكيد بحافز ثأري ما دام أن الفرصة مواتية له لتصفية حسابات عمرها ثماني سنوات، رغم أن ابن وهران الذي مر مؤخرا بمرحلة نفسية صعبة للغاية بعد فقدان شقيقه الأكبر، يحاول تفادي الحديث عن موعد 14 نوفمبر القادم حيث صرح لنا في هذا السياق قائلا: "الحقيقة أن جل تركيزي منصب على مواجهة الرجاء البيضاوي، لأن المنافسة تهمنا كثيرا وتسمح لنا بإثراء سجلنا بكأس شمال إفريقيا لأول مرة في تاريخ الوفاق، وعليه أفضل أن لا أخوض كثيرا في موضوع المنتخب الوطني انطلاقا من مقولة أن لكل مقام مقال". * لكن هذا الأمر لا يمنع رحو من العودة بالذاكرة إلى 2001 حيث لا يزال إلى اليوم لا يفهم كيف خسر المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب جداوي يومها بتلك النتيجة الثقيلة، "صراحة لم نكن نستحق تلك الهزيمة وبتلك النتيجة، خاصة وأننا كنا نملك تشكيلة ثرية تضم عدة لاعبين مميزين أمثال بن عربية وبلماضي، أتذكر أنني لعبت أساسيا، وبالنظر إلى مجريات الشوط الأول فإنني شخصيا لم أكن أتوقع تماما أن ينتهي اللقاء بذلك السيناريو... على كل حال، فإن صفحة تلك المباراة قد طويت ولا داعي لإعادة فتحها الآن لأن ما يهم أكثر هو الاستعداد الجيد لموعد 14 نوفمبر، ومثلما قلته منذ قليل لا داعي لإكثار الحديث عنه، لأن الوقت ما يزال طويلا أمامنا وسنذهب إلى القاهرة بالتأكيد من أجل الدفاع عن مركزنا الريادي، فلا تنسوا أننا متقدمون على المصريين في مجموع النقاط وفي فارق الأهداف أيضا". * * فاروق بلقايد يعود بالذاكرة إلى مباراة 2001: كنت في الاحتياط وحارسنا سبب نكستنا * كان فاروق بلقايد ضمن التشكيلة الوطنية التي تعثرت في 2001 ضد المنتخب المصري بنتيجة عريضة 5-2 لكنه لم يأخذ يومها مكانه فوق الميدان بل بقي طيلة أطوار المباراة بمقعد الاحتياطيين. * وعندما طلبنا من اللاعب الأسبق لشبيبة القبائل وأندية أخرى العودة بالذاكرة إلى تلك المباراة المشأومة، بدا بلقايد متحسرا كثيرا للسيناريو الغريب في رأيه الذي آلت إليه الأمور في ذلك الموعد: "لا أحد كان يتوقع بأننا سننهزم بتلك الطريقة، لأننا كنا نملك فريقا قويا خانه ربما نقص الانسجام والتلاحم بين لاعبيه، لأن الجانب المعنوي مهم جدا في الإعداد لأي مباراة، سيما عندما يتعلق الأمر بمواجهة حساسة مثل تلك التي تجمعنا مع المصريين، لكن يجب أن نعترف بأن الفرديات لم تكن تنقصنا في ظل تواجد لاعبين ماهرين من أمثال بن عربية وبلماضي وتاسفاوت ومصابيح.. وغيرهم. * شخصيا لم تتح لي الفرصة لأن أدخل أرضية الميدان، حيث أبقاني المدرب جداوي في الاحتياط، لكن الشيء الذي أظل مقتنعا به إلى اليوم أن المصريين لم يكونوا أقوى منا ولا أفضل في تلك المباراة، بدليل أننا كنا الند للند لهم في معظم فترات اللقاء، بل وكنا متعادلين بهدفين لمثلهما، ولكن أخطاء الحارس يومها كلفتنا غاليا، وعندما تقدم اللاعبون إلى الهجوم كليا خلال الدقائق الأخيرة من المواجهة استغل المنافس الفرصة لتعميق الفارق"، يروي بلقايد. * * المصريون يتقنون التمثيل فوق الميدان وكنت ضحية لأحدهم * وبحكم تجربته الكبيرة في الميدين الدولية ومنها المصرية بحكم تنقلاته الكثيرة مع المنتخب الوطني وشبيبة القبائل سابقا ووفاق سطيف حاليا، فقد طلبنا من بلقايد توقعاته بخصوص ما ستؤول إليه الأمور في الخرجة المقبلة للمنتخب الجزائريبالقاهرة، فبدا لنا واثقا كثيرا في إمكانات التشكيلة الوطنية، "لعبت عدة مرات ضد المصريين على أراضيهم وصرت أحفظهم عن ظهر قلب، ولعل نصيحتي الوحيدة للاعبي المنتخب الوطني، رغم أني أدرك جيدا بأنهم على درجة كبيرة من المسؤولية، هو عدم الانسياق وراء استفزازات المنافس، لأن اللاعب المصري بطبعه يجيد لعب المسرحيات فوق الميدان، وكنت شخصيا ضحية ذلك عندما طردني الحكم في مباراة لعبتها بالإسماعيلية مع شبيبة القبائلية برسم كأس ''الكاف" بعد أن أوهمه أحد اللاعبين المصريين بأنني اعتديت عليه، وصراحة انبهرت للطريقة التي تمكن بها ذلك اللاعب من خداع الحكم". * * سرار يحضر لمبادرة خاصة لتلطيف الأجواء بين الجزائريين والمصريين * يحضر رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار لمبادرة فريدة من نوعها في إطار سعيه لتهدئة الأجواء بين الطرفين الجزائري والمصري تحسبا لمباراة الطرفين يوم 14 نوفمبر القادم بالقاهرة، حيث أخبرنا الرجل الأول في "الكحلة" بأنه بصدد إعداد كمية كبيرة من الرايات بعلمي الجزائر ومصر يتوسطهما شعار وفاق سطيف قبل أن يرسلها قريبا إلى مصر. * وحسب سرار فإن الحارس الدولي المصري الأسبق والإعلامي الحالي أحمد شوبير قد وعده بمساعدته على توزيع تلك الرايات التي سيكون عددها بعشرات الآلاف في مصر وفي ملعب القاهرة، وهي مبادرة تستحق التمويه، خاصة وأنها جاءت في ظرف خاص تسعى فيه بعض الأطراف للاصطياد في المياه العكرة من خلال منح الانطباع بأن شعبي البلدين مقبلان على حرب وليس على مجرد مباراة في كرة القدم عمرها 90 دقيقة يتأهل بعدها أحد الفريقين إلى دورة جديدة من كأس العالم وليست الأخيرة. * جدير بالذكر أن سرار كشف لنا أيضا بأنه سيكون حاضرا في ملعب القاهرة الدولي لمؤازرة التشكيلة الوطنية، سيما وأنه يملك من الخبرة ما قد يسمح له بأن يكون خير معين لأشبال رابح سعدان من الناحية المعنوية.