في سابقة خطيرة وانحراف لم يحدث من قبل، خرج منشط قناة نايل سبور عشية أول أمس بعد نهاية المباراة لصالح الجزائر ونزع قناع الهادئ المهدئ بلهجة المسلسلات والأفلام المصرية ونقل تصريحا لوزير الإعلام المصري حسب ما علمه من محيط الرئيس حسني مبارك ان هذا الأخير هدد في اتصال شديد اللهجة بالتدخل جوا وبرا للسودان تحت ذريعة إنقاذ المناصرين المصريين إلى القاهرة ... * رغم تأكيدات المسؤولين السودانيين عن سلامة البعثة وأنصار الفريق المصري مثلما كشف عنه وزير الإعلام نفسه في تناقض صارخ بين تأكيده على سلامة الفريق والبعثة المصرية في السودان والتهديد باجتياح للسودان. * كان منشط قناة نايل سبورت ليلية أول أمس في حالة هستيريا ولم يتقبل طعم الهزيمة ونزع قناع رجل التهدئة الذي ارتداه قبل تصفير الحكم على نهاية المقابلة وإعلان فوز أسود الصحراء، فقد تحول إلى حيوان جريح يتخبط ويهلوس بما لا يدلى ووصل به الأمر إلى التطاول على كل المسؤولين الذين اتصلوا بالقناة للتدخل في مقدمتهم وزير الإعلام المصري أنس الفقي الذي كان يتحدث مع هذا المنشط وكأن الباشا الوزير يرد عن أسئلة رئيسه مبارك. * لم يسلم من الأسلوب "المتحضر" لهذا المنشط مسؤولي السودان الأمنيين والرسميين الذين اتصلوا بالقناة لنفي ما يتردد حول تعرض أنصار مصريين للاعتداء، مؤكدا له انه لم تحدث سوى مناوشات كلامية عن بعد ولم يتعرض أي مصري لأي جرح ولا يوجد أي منهم في المستشفيات، لكن المنشط رفض تصديق لا مسؤوليه ولا مسؤولي الخرطوم ولم يصدق المنشط سوى تهيئات، واتصالات هاتفية قال إنها من مصريين محاصرين في الجزائر والسودان تنقل بهتانا سيناريوهات لا تختلف كثير عما برع المصريون في تمثيله على خشبات المسارح وداخل الاستوديوهات. * وكانت دعوات هذا المنشط "التافه" كلها لإذكاء نار الفتنة من خلال دعوة مسؤولي بلده للتحرك مهما كان ثمن ذلك مرددا "ابعثوا الطائرات كل أنواع الطائرات للسودان ان كانت الخرطوم عاجزة عن حماية المصريين". * لكن ما فعلته هذه القناة مثلما يبدو إيعازا لم يحدث مع عبد القادر حجار سفير الجزائر بمصر الذي طلب من المنشط التزام الهدوء في الحوار وفعلا اعتدل وحاول فضلا عن تحميل الجزائر مسؤولية حياة 200 مصري قال إنهم محاصرون رغم نفي حجار توجيه أسئلة لحجار حول ما يجري في الخرطوم مطالبا إياه بالتدخل ليرد حجار بمستوى عال من الدبلوماسية "انا سفير جزائري في مصر ولست في السودان ولا أتحمل أو أتدخل الا فيما يتعلق برعايا مصر في الجزائر"، ترجاه سفيرنا في القاهرة قبل قطع المكالمة بتهدئة الأوضاع والنفوس والتوقف عن إشعال نار الفتنة قائلا له "ان علاقات الجزائر أكبر من مقابلة كرة قدم". * وقال أيضا المنشط الذي كان في حالة سعر إن مصر ليست سهلة وليعود بالذاكرة إلى الوراء محملا المسؤولية لفشل نظام بلده وتشتت قواه الفاعلة والمعرضة ونشرها لغسيلها للعلن ثم عاد ليقول "لاحظت ان مصر فقدت هيمنتها على افريقيا كما يفقد العقد حباته حبة حبة"، وعاد في هذا الصدد للحديث عما انتهت به مقابلات رياضية واستحقاقات أخرى مع دول إفريقيا والمغرب العربي انتهت كلها بسقوط حبات عقد أفريقيا من يدي من تسمى نفسها "أم الدنيا". * ولم تقف هلوسة وخزعبلات هذا المنشط الذي بارك نجاح الفريق الجزائري ثم عاد ليقول اسحبها بترديد عبارة "ما فيش مبروك" بل ذهب إلى حد الاستدلال بتسجيل لشاب جزائري على انه وعيد وتهديد بتنفيذ مجزرة في السودان ضد المصريين في حين أن هذا الشاب جاء في التسجيل "أنا كنت أحترم 80 مليون مصري وكنت أعتبر مصر أرض الثقافة والحضارة لكن ما فعلتموه في عناصر الفريق الوطني والمناصرين الجزائريين في القاهرة وما قاله منشطو قنوات العدوان التي أشعلت نار الفتنة كرهني في مصر شعبا ودولة وإعلاميي تلك القنوات هم من يتحمل مسؤولية الدم الذي سال في القاهرة أمام الله وشعوبها". * الغريب أن المنشط يظهر تسجيلا يراه ويسمعه الكل ثم يبدأ في التنظير بالتقول وتقويل الشاب ما لم يقل لأنه الاعتماد على درس في التحضر قدمه الشاب لإظهاره كصورة للتهديد والهمجية فهل يصل حد الكذب إلى أن التقول على المباشر؟.