زحف منذ بداية السنة الجارية ما يزيد عن الألف مصري برا إلى الجزائر في إطار الهجرة السرية انطلاقا من بلدانهم، مرورا بدول الجوار باتجاه الجزائر بحثا عن العمل خلال السنة الجارية فقط، وقد تم إعادة تهجيرهم جميعا انطلاقا من المعابر الحدودية التي تسللوا منها فيما يواجه ما يقارب ال200 منهم تهم التزوير واستعمال المزوّر لوثائق الهوية ووثائق الإقامة والتوّرط مع شبكات الدعارة والمخدرات والنصب والاحتيال. * وتفيد الأرقام المتوفرة لدى الجهات الأمنية المختصة أن أربعة أضعاف عدد المهاجرين غير الشرعيين القادمين من مصر المسجلين هذه السنة تم إحصاؤهم قبل أربع سنوات مضت حيث فاق عدد "الحراڤة" المصريين القادمين من مختلف المدن المصرية منذ جانفي الماضي حسب إحصائيات تقريبية للدرك وشرطة الحدود الألف مصري زحف برا عبر تونس أو ليبيا وقلة منهم تسللوا عبر الحدود الجنوبية انطلاقا من النيجر ومالي. * وحسب الدارسات المعدة بشأن المهاجرين غير الشرعيين فيما يتعلق بالدوافع ومقاصدهم حسب وضعية وطبيعة بلدانهم الأصلية فإن الحراڤة المصريين قلة منهم فارين من عقوبات تلاحقهم أو فارين من الصعيد المصري وأغلبيتهم من باقي المدن ومن مختلف الأعمار فمنهم الزاحفين من القاهرة وآخرين من ولايات ساحلية ومنهم حاملي شهادات دراسات كلهم حالمين بالعمل في الجزائر لتكون بوابة لهم باتجاه أوربا. * وعن أسباب فرارهم من "أم الدنيا" فتختلف التفاصيل من حالة لحالة لكنها تتفق في مجموعها على الأوضاع المعيشية الضنكة والفقر وانعدام فرص العمل والتهميش في بلدهم والمحسوبية في الحصول على مناصب العمل ولكل تلك الأسباب وبهدف الخروج من جحيم المعاناة فأملهم الوحيد الحصول على منصب عمل والاستقرار في الجزائر بعد أن ضاقت بهم ليبيا وأصبحت هذه الأخيرة معبرا فقط لهم باتجاه الجزائر. * وتفيد الأرقام غير النهائية تورط ما يقارب ربع عدد المهاجرين غير الشرعيين المرّحلين في قضايا دعارة والتزوير واستعمال المزوّر لوثائق الهوية وحيازة * واستهلاك المخدرات والعمل بصفة غير شرعية، وما دون هؤلاء فقد أعيد ترحيل البقية الذين اقتيدوا إلى المعابر الحدودية القريبة من الأماكن التي تسللوا منها بصفة غير شرعية ليعودوا من حيث أتوا. * ويدفع هؤلاء المهمشين في بلد يفتخر مسؤولوه بمكانة بلدهم في الخطابات كل ما "يحوّشونه" من عملهم في الورشات والقيام بأشق الأشغال وأقلها راتبا في بلدانهم ليتمكنوا من العبور برا عبر الحدود إلى ليبيا أو التشاد ومنها إلى الجزائر باعتبارها معابر أسهل في الوصول إلى الجزائر مقارنة بالحدود الشمالية، لكن بمجرد وصولهم إلى وسط المدن سواء في الجنوب أو الشمال يقعون بين أيادي مصالح الأمن التي تقوم على غرار ما تقوم به مع الحراڤة الأفارقة بالإيواء والإطعام طيلة مدة بقائهم في مراكز الاستقبال ثم تتكفل الدول بنقلهم إلى أقرب معبر حدودي قدموا منه كما تكفل لهم الرعاية الصحية من الأوبئة وما قد يصيبهم من أمراض يمكنها أن تنتقل إليهم من الأفارقة النازحين مثلهم .