الأمن يحقق ضربات نوعية العام 2009/ صورة: الشروق الأمن الجزائري جنّب أوربا تدفق عشرات الأطنان من الكيف المعالج والمخدرات الصلبة تطابقت التقارير التقييمية الأمريكية والبريطانية وأخرى لدول جنوب أوربا استنادا على التقارير الإعلامية للصحف الجزائرية في تصنيف الجزائر كأقوى دول شمال إفريقيا والمغرب العربي في مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة الجريمة العابرة للحدود في مقدمتها الجرائم الاقتصادية. * خلصت تقارير أوربية وأمريكية إلى تصنيف الجزائر أنجح الدول في مكافحة آفات العصر من بين دول شمال إفريقيا والمغرب العربي وهي تقارير قالت مصادر مطلعة ل "لشروق" استندت في جزء كبير منها على ما أوردته أهم الصحف الجزائرية في مقدمتها "الشروق" على لسان جهات رسمية حول الوضع الأمني ومكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات والجريمة العابرة للحدود. * وأرجعت التقارير التي لم تختلف كثيرا في الاستنتاجات إلى أن نجاح الجزائر خلال 2009 وإحراز قفزة نوعية فيما تعلق بالوضع الأمني ومكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات والجريمة العابرة للحدود إلى التنسيق الأمني القوي داخليا بين الأجهزة العسكرية والشبه عسكرية في المجالات المذكورة، وكذا مقاربة الكفاءات فيما يتعلق بالقدرات القتالية من جهة وتحبين الخبرات إلى جانب رفع الكفاءة وتشكيل نخب متخصصة في الأجهزة الأمنية ويضاف من بين العوامل التي ساهمت في هذا التصنيف النوعي للجزائر التعاون العسكري بين الجزائر وباقي دول الجوار والدول العظمى وكلها تدخل في إطار تبادل المعلومات ورفع القدرات وتحديث الإمكانيات فيما تعلق محاربة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات الإجرام العابر للقارات. * * الجيش كبح تحركات إرهابيي الصحراء وبقاياهم فروا خارج الحدود * ومن بين ثمار السياسة الأمنية الحازمة التي اعتمدتها الجزائر بشكل تدرجي على مدار الثلاث سنوات الأخيرة، حسب القراءة التي خلصت إليها التقارير تراجع نشاط الجماعات الإرهابية بشكل كبير بعد التضييق عليه من خلال توجيه ضربات قوية متتالية في معاقلها أضعفتها وفككتها بشكل شلّ نشاطها في الشمال وبدرجة متقاربة في الجنوبالجزائري الذي نجحت مصالح الأمن وحسب اختصاصها الإقليمي مشتركة أو متفرقة في شلّ تحركات الجماعات الإرهابية عبر مسالكها الصحراوية سواء في عمق الصحراء أو على الحدود المطلة على النيجر ومالي وموريتانيا ونجحت قوات الأمن في منع تسلل الجماعات الإرهابية الناشطة في الصحراء والتي تتخذ من بعض الدول معاقلا لها في مقدمتها مالي وموريتانيا. * ومن بين ما اعتمدت عليه التقارير المذكورة عمليات اختطاف السياح الأجانب من طرف ما كان يسمى"كتائب الصحراء" والتي بعد الضربات الموجعة لها أو عدم توّفر مناخ يضمن نشاطها داخل الحدود الجزائرية وجدت في بعض دول الجوار معقلا لها وحتى محاور تحركاتها بعد أن كانت خارطتها تضم مسالك داخل التراب الجزائري أصبحت تتحاشى حتى اختراق الحدود وفضلت استعمال مسالكها القديمة بالحدود الفاصلة بينها وبين الجزائر مثل جنوب شرق موريتانيا وشمال غرب مالي وشمال شرق النيجر بأماكن لا تبعد كثيرا عن الأسواق السوداء للأسلحة المتواجدة بمناطق التوتر هناك. * حرس الحدود وفرق الدرك جنبّت تدفق 60 طنا من المخدرات إلى أوربا * وجاء في التقارير فيما يخص تهريب الأسلحة التي كانت تتدفق من الأسواق السوداء بدول الساحل التي تعيش حروبا داخلية وتنشط بها حركات معارضة مسلحة مثلما هو الحال لمالي والنيجر والتشاد مرورا بالأراضي النيجرية أو التسلل عبر الحدود الليبية، وبعد أن كان تجار الأسلحة يتخذون مسالك لهم بعض المناطق الحدودية في أقصى الجنوبالجزائري قدوما من الدول المذكورة أصبحت الأسلحة التي تتداولها قوافل المهربين خلال السنوات الأخيرة تمرر عبر مسالك متاخمة للحدود الجزائرية ولا متفادية التسلل إلى التراب الجزائري إلى مدججة بالأسلحة الثقيلة لتمرير المخدرات القادمة من المغرب انطلاقا من معابر في ولاية بشار. * وجهت في عشرات المحاولات مجموعات حرس الحدود ضربات قوية انتهت بحجز ما يقارب ال60 طنا من المخدرات رشاشات كلاشينكوف وأسلحة نصف ثقيلة، كما أحبطت مصالح الجمارك بالولايات الغربية عشرات محاولات تهريب للمخدرات الصلبة وتمكنت على مدار السنوات الأخيرة ومع نهاية السنة الجارية من القضاء بشكل نهائي على زراعة المخدرات في بعض ولايات عمق الصحراء وهو ما كان بإمكانه تصنيف الجزائر كمنتج للمخدرات بعد أن كانت معبرا لها فقط. * حرس الحدود سد في وجه المهاجرين الأفارقة وحراس السواحل عين على "الحراڤة" * وفي ما يشبه حصيلة لما اشتركت فيه تقارير بعض دول جنوب أوربا حول الهجرة غير الشرعية اعتمادا على ما تم تداوله من أرقام عبر الصحف الأربعة فقد أشارت إلى أن التعاون الأوربي الجزائري بشكل خاص في هذا المجال سواء فيما تعلق بفتح مراكز استقبال والدعم المالي للتكفل بترحيل المهاجرين غير الشرعيين تمكنت مصالح شرطة الحدود وحرس الحدود التابعة للدرك الوطني من كبح زحف ما يتراوح بين 20 و30 ألف مهاجر غير شرعي معظمهم قادمين من دول وسط إفريقيا والدول المطلة على أقصى الجنوبالجزائري ومنهم القادمين حتى من دول عربية. * وأشارت التقارير إلى أن الجزائر بقدر ما رفعت من الإمكانيات المادية والبشرية لمواجهة قوافل المهاجرين السريين القادمين من دول إفريقيا الفقيرة فإنها أيضا وبفضل مجهودات القوات البحرية الجزائرية أجهضت عشرات رحالات "الحراڤةّ" المتجهة انطلاقا من ولايات ساحلية بشرق وغرب البلاد باتجاه إيطاليا وإسبانيا، حيث خصصت في إطار مخطط الإنقاذ في عرض البحر إمكانيات جد متطورة اقتنتها خلال 2009 للتدخل السريع وإنقاذ أرواح المغامرين في عرض مياه المتوسط.