يلعب اليوم المنتخب الوطني مباراته الثانية في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا بأنغولا، ويواجه الخضر منتخب مالي في لقاء يرشحه الأخصائيون ليكون في قمة الإثارة لأن عليه قد يتوقف مصير المنتخبين في الدورة، لا سيما المنتخب الجزائري المطالب بالفوز ولا شيء غيره إذا أراد البقاء في السباق . * " الخضر " نسوا مالاوي * لم يظهر على لاعبي المنتخب الوطني في الحصة التدريبية التي تلت لقاء مالاوي ما يبين تأثرهم بالهزيمة المرة التي تجرعوها أمام منتخب مالاوي. وبسرعة فائقة، تجاوزت كتيبة سعدان تعثرها وعادت إلى العمل والتركيز على إصلاح بعض الأخطاء التي قال سعدان أن لاعبيه ارتكبوها ضد مالاوي وكان يقصد على وجه الخصوص الخط الخلفي الذي سهل من مهمة المهاجمين المالاويين. وحرص المدرب الوطني على تخفيف حدة التمرين على اللاعبين بسبب ما قال عنه أنه إجهاد كبير تسببت فيه الحرارة العالية والرطوبة المفرطة التي تتميز بها لواندا طوال النهار. * * المنتخب تحمل الصدمة واسترجع قواه * وكما صرح المدرب سعدان ومساعده بعد نهاية مباراة مالاوي، تم التركيز على إعادة المنتخب إلى المنافسة على المستوى الذهني . وحتى وإن كان اللاعبون محترفون * ويحسنون التعامل مع هذه المواقف، فإن الناخب الوطني كان يريد التحدث للاعبيه عن مباراة مالي وأهميتها ليتجاوز بذلك آثار الهزيمة في المباراة الأولى. ويبدو أن الطاقم الفني الوطني قد نجح إلى حد بعيد في إعادة اللاعبين إلى "الكان" وهو ما أكدته الأجواء السائدة في تمرينات المنتخب . * * تغييرات تفرض نفسها على أكثر من مستوى * وبالنظر لأهمية المباراة التي تعد مصيرية بالنسبة للخضر، فإن المدرب الوطني يفكر في إحداث بعض التغييرات بمناسبة لقاء مالي اليوم. ودون أن يجهر بذلك، لمح سعدان إلى تغييرات ستمس التركيبة البشرية تحسبا لمباراة اليوم، ومن المحتمل جدا أن يعتمد الطاقم الفني على عبد المالك زياية كأساسي إلى جانب غزال حتى وإن كان هذا الأخير قد تعرض لإصابة خفيفة على مستوى أسفل القدم حرمته من * التمرّن في حصة الثلاثاء . * كما أكد المسؤول الأول عن العارضة الفنية أنه يريد إحداث تغييرا في طريقة اللعب * وهذا يعني بطبيعة الحال الاستعانة بلاعبين قادرين على التأقلم مع المعطيات التكتيكية الجديدة التي سيقررها المدرب . * * إعادة التوازن للوسط .. ولموشية عائد * ويتوقع الناخب الوطني أن مباراة اليوم سيكون فيها وسط الميدان مفتاحا للعب الذي باتت السيطرة عليه أكثر من ضرورية. ويأتي إدراك سعدان لأهمية هذا الموقع الحساس لما يتمتع به المنافس من إمكانيات في هذا المجال، والحديث هنا يتعلق بممادو ديارا (ريال مدريد) وسيدو كايتا ( برشلونة ) . وعلى ضوء هذه المعطيات، قرر سعدان إعادة النظر في تركيبة خط الوسط التي أبانت عن تفكك واضح في لقاء مالاوي . * وبدون شك أن سعدان سيكلف لاعب وفاق سطيف خالد لموشية لإعادة التوازن لهذا الخط الذي سيتحمل عبء مباراة اليوم وعليه سيتوّقف المردود العام للمنتخب . * * الدفاع أخطأ ضد مالاوي وعليه بالتدارك * ويبقى الشيء الذي يقلق المدرب الوطني هو خط الدفاع الذي لم يكن في المستوى * ولعب بطريقة فوضوية كلفت المنتخب ثلاثة أهداف وهزيمة قد تكون وخيمة العواقب. وقد عمل الطاقم الفني الوطني على إعادة ترتيب الخط الخلفي ومطالبة لاعبيه بالحركية والتركيز في مباراة اليوم التي تختلف عن مباراة مالاوي. وبالرغم من أن المدرب كان مجبرا على تغيير ثنائي وسط الدفاع ( عنتر - بوقرة ) زياني وحليش، إلا أنه ما زال يؤمن بأن الخط الخلفي قادر على احتواء هجمات الماليين إذا ساد التفاهم * والتعاون بين المدافعين بما فيهم حارس المرمى المطالب هو الآخر بالقيام بدوره كموجه للمدافعين . * * المباراة في توقيت مقبول .. ولامكان لأي عذر * ولم يغيّر رابح سعدان من خطابه الذي قال فيه أن لاعبيه تأثروا بالحرارة المفرطة ونسبة الرطوبة العالية في مباراة مالاوي، وقد أكد أنه ما زال متمسكا برأيه النابع من قناعة علمية بالدرجة الأولى. وقد استحسن اللاعبون والطاقم الفني إجراء مباراة اليوم على الساعة الخامسة التي تعرف انخفاضا ملموسا لدرجة الحرارة وهو ما سيجعلهم في حالة نفسية وبدنية تمكنهم من إظهار كل قدراتهم على الميدان . * وينتظر المدرب من لاعبيه ردة فعل قوية يردون بها عن كل الأقاويل والتعاليق التي تلت الخسارة المرة أمام منتخب مالاوي . * * الفوز على مالي لإحياء الأمل * ولا بد من القول أن مباراة اليوم تحمل أكثر من دلالة للمنتخب الوطني ولاعبيه، فهي مباراة مصيرية بدون أدنى شك لأن عليها يتوقف مصير الخضر في النهائيات. ومن جانب آخر، يعد الفوز على مالي بمثابة إحياء الأمل للبقاء في سباق كبار إفريقيا نحو اللقب الذهبي. ولا يجب أن ننسى بأن المنتخب الوطني مطالب بالدفاع عن سمعة نالها بعد تأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا وبالتالي فليس من حقه ترك الحلبة قبل أن يقول كلمته .