تنتظر عائلة نغاش بقسنطينة يوم غد أو السبت على أقصى تقدير وصول جثمان إبنها نبيل المهندس الذي قضى في زلزال هايتي الذي تقدر الإحصاءات الأولية مقتل ما لا يقل عن مائة ألف شخص في أحداثه، ومنهم المهندس الجزائري الذي يشتغل لمؤسسة أشغال طرقات فرنسية توفي في اليوم الثاني لوصوله إلى هذا البلد البعيد رفقة زميل له من فرنسا.. * وحسب عائلة الفقيد في اتصال مع الشروق اليومي فإن الشك لم ينتبهم أبدا بعد الأخبار التي تحدثت عن عملية دفن جماعية لقتلى الزلزال، حيث عجزت السلطات الهايتية التعامل مع الجثامين فلجأت إلى عمليات حفر عميقة ورمي آلاف الجثث فيها.. لكن في حالة المهندس الجزائري نغاش نبيل علي فإن السفارة الفرنسية بهايتي قامت منذ حدوث الزلزال بجرد القتلى المحتملين في الزلزال من خلال معرفة الرعايا الذين دخلوا مع الشركة الفرنسية وكان ضمنهم المهندس الجزائري الذي تم تحويل جثمانه إلى مقر السفارة الفرنسية في هايتي التي باشرت عملية نقل الجثامين إلى باريس ومنها يتم تحويل جثمان نبيل إلى مسقط رأسه مدينة قسنطينة.. * يذكر أن الراحل نغاش نبيل علي بدأ السفر مع الشركة الفرنسية الخاصة بإصلاح الطرقات إلى هايتي منذ شهر فقط ووصل في الرحلة الأخيرة قبل يوم واحد، وكان في غرفة إقامته عندما حدث الزلزال المروع وتوفي في الحين.. وكانت الشركة الفرنسية قد اعتمدت عليه في الأعمال المعقدة في الدول التي أصابتها كوارث طبيعية أو التي تعرضت للحروب مثل العراق ولبنان بعد أن أثبت كفاءته منذ أن اختار الهجرة إلى فرنسا عام 1998 وكان عمره في سن 34 بعد أن عانى من البطالة منذ تخرجه من جامعة منتوري بقسنطينة، واستقر في فرنسا، حيث يعيش مع زوجته وأبنائه الذكور الثلاثة "مهدي وأسامة ويانيس" وظل يزور الجزائر من دون انقطاع وكانت آخر سفرية له في شهر نوفمبر الماضي.. عائلة نغاش أثنت على الشركة التي يعمل بها الفقيد، حيث ظلت على اتصال بهم ووعدتهم بالتكفل بنقل المهندس الراحل إلى غاية مدينة قسنطينة.