حادث الانفجار الأخير بأعالي العازمة بسبب تسرب الغاز / تصوير: يونس أوبعيش حصدت التسربات الغازية خلال 15 يوما الماضية، ثلاث عائلات بأكملها في ثلاث ولايات داخلية. كما توفي 4 أشخاص بالعاصمة جراء انفجار أنبوب للغاز تسبب في انهيار عدد من المباني وجرح 14 شخصا، مما خلف موجة من الانتقادات إزاء المباني المغشوشة التي تتسبب سنويا في حصد العشرات من الأرواح بسبب التسربات الغازية التي باتت أيضا أكثر فتكا وخطورة بعد انبعاثها من مدافئ مغشوشة يقتنيها المواطنون بسبب ثمنها البخس. * كشفت مصالح الحماية المدنية عن وفاة أزيد من 18 شخصا منذ مطلع جانفي الجاري بسبب التسربات الغازية التي سجلت أثقل حصيلة لها السنة الماضية بقتل أزيد من 230 مواطن، منهم 142 رجل و37 امرأة، بالإضافة إلى 51 طفلا، جاءت بعد 535 تدخل ساهمت في إنقاذ 950 مواطن من موت محقق وهذا راجع للعديد من الأسباب حسب ذات المصالح منها ما يتعلق بانعدام ثقافة التهوية عند المواطنين، حيث تسبب انبعاث غاز أكسيد الكاربون في أكبر عدد من الوفيات فاقت 100 شخص، فيما تسبب الغاز الطبيعي في قتل 25 مواطنا. ويبقى غاز البوتان من أقل الغازات قتلا للجزائريين، حيث خلف 13 وفاة وهذا راجع إلى انحصار استعماله في بعض الولايات. ونظرا للارتفاع الجنوني في عدد الوفيات جراء انبعاثات الغاز بمختلف أنواعها والتي باتت أكثر قتلا للجزائريين من أنفلونزا الخنازير، لجأت مصالح الحماية المدنية إلى تنظيم أسابيع تحسيسية في 48 ولاية بالتعاون مع مصالح سونلغاز، وقد انتقد بعض العاملين في مصالح الحماية المدنية انتشار تداول المدفئ المغشوشة في الأسواق والتي تتسبب في حصد عشرات الأرواح بسبب الانبعاثات الصادرة عنها، حيث تكفي 10 دقائق من الاختناق لقتل وإزهاق الأرواح. كما انتقد المختصون التسربات الناجمة من العمارات المغشوشة والتي تتميز ب"بريكولاج" في صناعة وتركيب أنابيب الغاز، مما يتسبب في كوارث عادة ما تخلف ضحايا بالجملة وهذا ما جعل المواطنين ينتقدون في الحادث الأخير الذي وقع بالعاصمة مصالح سونلغاز التي لم تلبّ نداء السكان فيما يخص بإصلاح بعض الأعطاب في أنابيب تسببت منذ أيام في ترسبات غازية خلفت أربعة قتلى و15 جريحا * وفي هذا الشأن، أكد "فتحي بن اشوه"، طبيب مختص في الصحة العمومية بالعيادة متعددة الخدمات بباب الوادي، أن هذه الأخيرة تستقبل على مدار السنة عشرات الحالات لأشخاص تعرضوا لتسمم الغاز، فبعضهم يتم إسعافهم، في حين يفارق آخرون الحياة، مشيرا إلى أن أكثر هذه الحوادث تكون في فصل الشتاء. ونظرا لموجات البرد تلجأ الأسر إلى استعمال المدفأة التي تكون في بعض الأحيان مغشوشة أو غير سليمة، بالإضافة إلى انعدام مخارج التهوية، وهو ما يتسبب في حدوث إصابات الاختناق بالغاز أو بأكسيد الكربون. موضحا أن عشر دقائق هي الزمن الكافي ليلفظ الشخص أنفاسه في حال تسرب الغاز في غرفة أو شقة غير مزودة بنظام التهوية. وأضاف، أن الغاز مادة كيماوية موجودة في الهواء يكون خطيرا في الليل، أين تكون نسبة الأكسجين ناقصة، مما يفسر كثرة الوفيات أثناء النوم في ظل انعدام مخارج التهوية.