الغاز أيضا يغتال الجزائريين توفي 56 شخصا وأصيب عشرات بجروح في حوادث مختلفة لانفجارات الغاز والاختناقات به عبر مختلف ولايات الوطن خلال السداسي الأول من هذه السنة، في حين أنه توفي 205 شخص وإصابة مئات آخرين بحروق متفاوتة الخطورة جراء انفجار واختناقات منزلية إثر تسربات للغاز. * مقابل ذلك تم تسجيل وفاة 205 شخص وإصابة 658 إصابة في حوادث انجاز أو اختناق بالغاز في المنازل جراء الإهمال أو الاستخفاف في انجاز القنوات أو صيانتها خلال العام الماضي، أو التعامل مع حالات التسرب، منها 17 قتيلا و72 جريحا خلال الثلاثي الأول من السنة المنصرمة، مقابل وفاة 178 شخص وجرح 740 آخر في سنة 2006، بينما سجلت سنة 2005 أكبر حصيلة، حيث قتل 274 شخص وأصيب 1737 آخر بجروح متفاوتة. * ويتحمل الجميع المسؤولية بدءا من البلديات وديوان الترقية والتسيير العقاري وكذا المواطنين الذين يعمدون في عديد من الأحيان إلى أعمال الصيانة والتركيب دون الحصول على شهادة مصادق عليها من مصالح الشركة، بالإضافة إلى نقص التوعية حول مخاطر تسرب الغاز وهو ما يدفع إلى ضرورة الرجوع إلى وكالات "سونلغاز" للحصول على قائمة الأعوان المعتمدين من طرف الشركة للقيام بأعمال تركيب أو صيانة شبكات الغاز في المنازل، وعدم الاعتماد على أشخاص تنقصهم الخبرة في المجال والتي تتسبب في كثير من الأحيان إلى حدوث انفجارات. * وتعرف المناطق الصناعية خطرا أيضا حيث تعرف من حين لآخر انفجارات تتسبب في وفاة عشرات من المواطنين وأصبحت حياة الآلاف منهم مهددة من لحظة لأخرى، وبولاية سكيكدة يعيش أكثر من 20 ألف شخص في منطقة أخطار صناعية كبرى بالجهة الشرقية لمدينة سكيكدة، فالتجمعات السكنية المتواجدة بالقرب من المنطقة الصناعية سوناطراك تمتد على نسيج عمراني لا يفصل بينه وبين أنابيب الغاز وخزانات الوقود التي تصل سعة الواحدة منها مليون متر مكعب سوى سياج أمني، إضافة إلى مشاريع توسعية ضخمة تهدد أمن السكان وحياتهم. * نفس الوضعية تعرفها المنطقة الصناعية بحاسي الرمل وأرزيو التي غالبا ما تسجل بها حالات للانفجارات بالغاز. * وشهدت بلدية دالي ابراهيم خلال العام الماضي انفجارا خطيرا للغاز تسبب في وفاة 4 أشخاص، وكان بمثابة دق ناقوس الخطر للانفجارت التي تعرفها الجزائر ودفع بمصالح سونلغاز إلى تكثيف نشاطاتها التحسيسية حول أخطار تسربات الغاز. * * إصابة 24 مواطنا إثر انفجار أنبوب الغاز بزمورة في غليزان * وقد اهتزت بلدية زمورة الواقعة على بعد نحو 28 كلم جنوب شرق عاصمة الولاية غليزان في حدود الساعة الثالثة والربع فجر أمس على وقع انفجار هو الثاني من نوعه في ظرف أقل من أسبوع لأنبوب الغاز بدوار الرواشدية، مما خلّف عديدا من الجرحى والإصابات للمواطنين القاطنين بالقرب من الأنبوب العابر لتراب المنطقة الرابط بين المنطقة الصناعية ارزيو والصحراء. * وقد عاش سكان دوّار الرواشدية بزمورة صبيحة أمس يوما أسودا جراء ما سببه الانفجار من أثار نفسية وإصابات في صفوف المواطنين الذين سارعوا لطلب النجدة والإغاثة خوفا من تأزم الوضع، وحسبما علمته "الشروق" من مصادر مطلعة فإن انفجار أنبوب الغاز "GZ3" خلف إصابة نحو 24 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة بسبب التطاير الكثيف للشظايا والحجارة من شدة الانفجار الذي كان قويا بلغ مداه حتى عاصمة الولاية وما جاورها، كما تسبب في اشتعال ألسنة النيران التي شوهدت على بعد عشرات الكيلومترات، وهو ما خلق حالة من الرعب والهلع وسط المواطنين الذين لم يجدوا وسيلة للنجاة ما عدا الفرار لإنقاذ حياتهم، حيث تعرض أكثر من 8 أشخاص إلى حروق متفاوتة الخطورة إضافة إلى حالة كسر واحدة فيما أصيب 15 مواطنا بصدمات نفسية استدعت نقلهم إلى المستشفى بعد أن سارعت مصالح الحماية المدنية لحظة وقوع الانفجار الذي هز المنطقة إلى إسعاف الضحايا ونقلهم إلى مستشفى زمورة، بينما نقلت الحالات الثمانية إلى عاصمة الولاية بمستشفى محمد بوضياف لتلقي العلاج المناسب. * وفي السياق ذاته، فتحت مصالح الدرك الوطني المختصة تحقيقا في الانفجار لمعرفة الأسباب التي كانت وراء وقوعه للمرة الثانية في ظرف قصير، بعد ذلك الذي وقع بدوار المصابحية على بعد 4 كلم من دوار الرواشدية وشهد الانفجار إصابة 33 شخصا بجروح وحروق. * للإشارة، فإن أنبوب الغاز المار عبر تراب ولاية غليزان "GZ3" من إنجاز الشركة الايطالية "sadelmi cogepi" حيث استمرت الأشغال به بين 1984 و1987، وقد شهد انفجاريين متتاليين، في الوقت الذي يبقى أنبوب الغاز المجاور والعابر لتراب الولاية أيضا من إنجاز شركة أمريكية سنة 1974 لم يشهد أي حادثة تذكر.