الجزائر تأهلت للمونديال، ولا مجال أمام الجزائريين إلا الاحتفال بالنصر بكل السبل المتاحة، الناس لا وقت لديهم لسماع أي كلام إلا أغان تمجد الخضر وتتغنى عن أشبال سعدان وما فعلوه في ملعب المريخ بالسودان· من حق صاحب العرس أن يفرح ويغني ويرقص، ويختار ما شاء للتعبير عن فرحته، وإذا كان هذا حال المنتصر فكيف ستكون نفسية المنهزم؟ وهنا نتكلم عن المنهزم السيئ أو السلبي الذي سيستغرق وقتا طويلا في تبرير الهزيمة ليس في البحث والتنقيب عن أخطاء لاعبيه، بل في سب وشتم المنتصر الذي حرم النوم أن يزور جفنيه، وسرق منه فرحة كان يظن أنها ستكون من نصيبه· لن تدهشنا شتائم المصريين، ولن تفاجئنا أكاذيبهم وتضليلهم وحجبهم الحقيقة، لقد سخروا من شهداء ثورتنا وقزّموا أعظم ثورة في القرن العشرين، والتي لا تحتاج أن يشهد عليها الجاحدون ليعترف بها الناس، ما دامت قد كتبت بدم ثوار ألهموا شعوبا أخرى لتهب بدورها وتثور على الظلم· ويكفي لتذكيرهم أن نقول إنهم كانوا منبهرين بامرأة جزائرية واحدة اسمها جميلة بوحيرد، والفيلم الذي أنتجوه ولعبوا أدواره كاف جدا ليقول لهم من هي الثورة الجزائرية· ما سيقوله المصريون هذه الأيام سيتعدى كل الحدود لأنهم يتفاعلون بمنطق المنهزم السلبي· لكن المطلوب منا أن نفرح ونستمتع بالفرح ولم لا الاستثمار فيه، وعدم الاستماع لما سيقوله المصريون الذين سيتفننون في إيجاد الكلام البذيء في حق الجزائر وشعبها وتاريخها ومستقبلها، والانشغال بالفرح ولا شيء غيره ونستسمح الشاعر المتنبي لندخل تغيرات على بيته الشعري الذي ينطبق تماما على هذا الوضع· إذا أتتك مذمتي من منهزم فتلك الشهادة بأني منتصر