تتسارع الأحداث وتتوالى داخل حزب جبهة التحرير الوطني، بشكل متزايد، لدرجة تطرح أكثر من علامة استفهام حول مصير الحزب العتيد من رئاسيات 2014، وأعلن بلعياط عن تقديم ملف إلى وزارة الداخلية لطلب رخصة لعقد دورة استثنائية للجنة المركزية قبل نهاية الشهر. دخل خصوم الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، المراحل الأخيرة، من المعركة الدائرة بين الطرفين منذ 29 أوت الماضي، وأكد منسق المكتب السياسي في عهد عبد العزيز بلخادم، عبد الرحمن بلعياط، في اتصال مع "الشروق" شروعه في إعداد الوثائق المطلوبة في ملف طلب رخصة لعقد لجنة مركزية، وأبرز أنه سيودع الطلب بنفسه عملا بالمادة التاسعة من القانون الداخلي للجنة المركزية، لدى وزارة الداخلية في غضون أيام قليلة. وقال القيادي في جبهة التحرير عبد الرحمن بلعياط، إن رفاقه في اللجنة المركزية للجبهة، المعارضين لسعداني، أعلنوا أمس عن توحدهم بشكل نهائي، فلم يعد هناك حسبه وجود لحركة تقويمية، أعضاء مكتب سياسي، أعضاء لجنة مركزية، حيث انصهرت جميع الأطراف في تنسيقية واحدة، هدفها الإطاحة بسعداني من على رأس الحزب، مبرزا أنهم على وشك جمع توقيعات ثلثي أعضاء اللجنة المركزية. وأوضح عضو المكتب السياسي، عبيد الحميد سي عفيف أن خصوم سعداني، عقدوا اجتماعا مغلقا ليلة أول أمس، واتفقوا جميعا على تنسيق جهودهم في تنسيقية واحدة منسقها عبد الرحمن بلعياط، وكشف عن جمعهم ل205 توقيع لأعضاء اللجنة المركزية، ليتم حسبه استدعاء دورة للجنة المركزية قبل نهاية الشهر الجاري، لانتخاب أمين عام جديد خلفا لعبد العزيز بلخادم. وأشار سي عفيف، إلى التحاق مناضلي الحزب وأعضاء اللجنة المركزية بالمبادرة بشكل منقطع النظير، عقب خطورة الوضع الذي وصل إليه الأفلان، بسبب سياسات عمار سعداني، وقال "المناضلون متخوفون على مصير الحزب"، وبالتالي علينا أن نسرع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وجدد خصوم سعداني، دعمهم ومساندتهم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في حال أقدم على الترشح لعهدة رابعة، وقال سي عفيف "إذا ترشح بوتفليقة فنحن أولى ولا أحد يساومنا في هذه المسألة"، في إشارة منه إلى عمار سعداني الذي يتهم خصومه بالعمل لصالح رئيس الحكومة الأسبق والمترشح المفترض لرئاسيات 2014، علي بن فليس، مضيفا أنه في حال ما إذا رفض الرئيس بوتفليقة الترشح للاستحقاقات القادمة، فالأفلان سيكون مع الشخصية الوطنية التي تكون محل إجماع. واتهم هؤلاء عمار سعداني باستغلال الأفلان لتحقيق أغراض شخصية، واعتبروا أن اجتماع ال11 جانفي الجاري بالقاعة البيضاوية بالعاصمة، الذي دعا إليه سعداني، للضغط على رئيس الجمهورية من اجل تعديل الدستور، لاعتبار أن سعداني يحلم بمنصب نائب الرئيس، وتساءل هؤلاء هل الرئيس بحاجة إلى ضغط لتعديل الدستور أو الترشح لعهدة رابعة؟