أجّلت جماعة بلعياط، تاريخ انعقاد الدورة الطارئة للجنة المركزية للأفلان إلى يومي 19 و20 فيفري الجاري، بطلب من مصالح ولاية الجزائر، لتكييف ملف طلب الترخيص، وهو ما فهم من قبل التقويميين بأنها إشارة على إمكانية عقد الدورة، في وقت أطلق قياديون من جناح سعداني، دعوات بتوحيد الصفوف بدعوى حساسية الظرف. وألقى بيان رئيس الجمهورية، بظلاله على الوضع الداخلي بالحزب العتيد، فقد سارع صبيحة أمس، جناح التقويمية الذي يقوده عبد الرحمان بلعياط، إلى مصالح ولاية الجزائر لإيداع ملف طلب الترخيص من جديد، وقال عضو اللجنة المركزية عبد الحميد سي عفيف، بأنهم تلقوا إشارات بالحصول على الترخيص، وأنهم لمسوا استعدادا كبيرا لدى مصالح الولاية، عكس أول أمس، حيث واجهوا عراقيل إدارية حالت دون تمكّنهم من تحقيق مسعاهم، فقد طالبتهم مصالح الولاية بمراجعة تاريخ انعقاد الدورة عند تجديد ملف طلب الترخيص، وهو ما تم الالتزام به، في حين رفض عيسى قاسا، عضو المكتب السياسي السابق للحزب، والذي يقود المجموعة التي تولت إيداع الطلب على مستوى الولاية، الحديث بلغة اليقين بخصوص احتمال الحصول على الترخيص، وقال في تصريح هاتفي: "ما دمنا لم نحصل على الوثيقة بعد، لا يمكنني أن أجزم في أي أمر"، علما أنه أدلى بهذا التصريح وهو في طريقه إلى فندق مازافران بالعاصمة، للحصول على ترخيص جديد من قبل إدارة الفندق، بعد أن تم تأجيل الاجتماع الذي كان من المفروض عقده اليوم وغدا.
استنفار بحيدرة وسعداني يعتكف بمكتبه وعلى الجهة المقابلة يشعر الزائر أو المتجول بين مكاتب مقر الأفلان بحيدرة في أعالي العاصمة، كأن الجميع يعيش على وقع انتظار مستجدات قد يعرفها الأفلان خلال الأيام القليلة المقبلة، فحالة القلق والترقب كانت بادية أمس، على عدد من القياديين من بينهم أعضاء في المكتب السياسي، وكذا في اللجنة المركزية، الذين تنقلوا من بعض الولايات لمعرفة ما يحدث داخل بيت الحزب العتيد، ومحاولة فهم ما يدور في المشهد السياسي، هذا القلق حاول أن يخفيه عضو المكتب السياسي مصطفى معزوزي، بدعوى أن الجميع مرتاح، وأن رسالة الرئيس كانت جد عادية لأنه لم يستهدف منها أي أحد، علما أن محاولة إجراء لقاء مقتضب مع الأمين العام، الذي كان متواجدا بالمقر باءت بالفشل، ويعتقد هذا القيادي بأن رسالة الرئيس لا تعني أبدا نهاية سعداني، بل هي موجهة إلى كل الطبقة السياسية، مصرا على استحالة تمكن جماعة بلعياط، من عقد الدورة الطارئة للجنة المركزية، لأن الأمر يتطلب موافقة الأمين العام، واستغل هذا القيادي لقاءه "بالشروق" كي يوجه نداء إلى التقويميين لوضع اليد في اليد والالتفاف حول الأمين العام للحزب، بدعوى حساسية الظرف الذي لا يسمح بانشقاقات أخرى. ولوحظ تواجد أعضاء في المكتب السياسي بمقر الأفلان، الذين عقدوا لقاء مغلقا مع الأمين العام، كما تردد أعضاء في اللجنة المركزية على المقر المركزي، من بينهم وزير الصحة السابق جمال ولد عباس، الذي اعتبر بيان رئيس الجمهورية عاملا لتهدئة الأنفس، رافضا الخوض في موضوع العهدة الرابعة، أو في إمكانية منح الترخيص للتقويميين، وقال "لا كلام بعد كلام الرئيس"، علما أنه كان من بين أشد المدافعين عن ترشح الرئيس لعهدة أخرى، لكنه قال أمس، بأن الأهم في هذا الظرف هو جمع صفوف الحزب، واعتبر حديثه بمثابة دعوة للم الشمل، في حين لم تتوقف الاتصالات الهاتفية بين أعضاء آخرين كانوا متواجدين بالمقر المركزي، وزملائهم من الولايات الداخلية، الذين كانوا يحاولون الاستفسار عن كيفية تعامل الإدارة مع طلب الترخيص، وأبدوا خشية مما تخبئه الأيام القليلة القادمة. ورغم إصرار الموالين للأمين العام للأفلان، على أن بيان الرئيس لا يعني عمار سعداني، إلا أن التفاؤل بدا واضحا لدى خصومه، ويعتقد عضو اللجنة المركزية عبد الحميد سي عفيف، بأن الرئيس من خلال البيان الذي حمل توقيعه توجه مباشرة إلى سعداني، بدعوى أنه أول من بادر بالتصريحات والاتهامات اتجاه جهاز المخابرات، وقال: "بيان الرئيس هو إعلان عن نهاية سعداني"، متوقعا أن يعلن الأمين العام للحزب العتيد عن استقالته قريبا، "لأن بوتفليقة انتقده واعتبره خطرا على المؤسسات والجزائر"، ويعتقد سي عفيف، بأن خروج الرئيس عن صمته، هو إشارة واضحة على منحهم الترخيص لانعقاد اللجنة المركزية يومي 19 و20 فيفري الجاري، بحجّة أن تعالي الأصوات من جهات مختلفة لمقاضاة سعداني، من بينهم العسكريون المتقاعدون، ستتحول إلى مقاضاة للأفلان إن لم يتم إبعاده من الأمانة العامة، وتركه يتحمّل مسؤولية تصريحاته لوحده.
تقويمية الأفلان بتيبازة تتبرأ من سعداني أعلن مكتب تقويمية الأفلان بتبيازة تبرؤه من التصريحات التي اطلقها سعداني ضد الجنرال "توفيق" وجهاز المخابرات، وقال منسق التقويمية عبد القادر بروان أن الحزب لا يتدخل في المؤسسات الدستورية والجمهورية وخصوصا الجيش، مضيفا أن التقويمية تتبرأ أيضا من بعض أعضاء المكتب السياسي الذين اعلنوا تأييدهم للتصريات الارتجالية وغير المسؤولة لسعداني .
مناضلو الأفلان بورڤلة يطالبون بمقاضاة سعداني تجمهر أمس عدد من مناضلي الأفلان ومتقاعدي الجيش والأمن الوطنيين، وكذا المنظمات الطلابية والمجتمع المدني، أمام مقر الحزب المذكور بورڤلة، احتجاجا على تصريحات عمار سعداني التي هاجم فيها المؤسسة العسكرية، واصفينها باللامسؤلة، كونها تمس برجال هذه المؤسسة العريقة المنبثقة عن ثورة نوفمبر حسب ما جاء في البيان الذي تلقت الشروق نسخة منه، وأضاف البيان، أن تصريحات الأمين العام للحزب العتيد تمس بالعمود الفقري للدولة وتهدد استقرارها، مطالبين بمتابعته قضائيا .