دعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية فرقاء جبهة التحرير الوطني إلى ضرورة تحقيق المصالحة والذهاب لعقد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية بعيدا عن الانقسام، وحرص الوزير دحو ولد قابلية في لقاء جمعه مع منسق المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط، نهاية الأسبوع، على التأكيد بأن إعطاء الضوء الأخضر لانتخاب أمين عام جديد نهاية الأسبوع الجاري "جاء بقرار سياسي". نفى مصدر قيادي في حزب جبهة التحرير الوطني أن يكون منسق المكتب السياسي، عبد الرحمان بلعياط، قد قدّم طلبا إلى مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية من أجل الحصول على ترخيص بعقد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية بفندق "الرياض" بسيدي فرج، وأكد أن هناك مساع من أجل تحقيق المصالحة والذهاب نحو اختيار أمين عام جديد بعيدا عن الانقسامات وتحت ما سيقرّره الصندوق. جاء هذا التأكيد من عضو قيادي في "الأفلان" على إثر الجدل الذي احتدم خلال اليومين الماضيين بشأن الجناح الذي ستؤول إليه الشرعية في استدعاء أعضاء اللجنة المركزية، حيث أورد محدّثنا بأن بلعياط لم يتحدّث إطلاقا عن اعتزامه طلب الترخيص من وزارة الداخلية. ومن بين المعطيات الجديدة التي كشف عنها مصدرنا أن لقاء جمع بين الوزير دحو ولد قابلية وعبد الرحمان بلعياط مرفوقا بعضو المكتب السياسي، عبد الحميد سي عفيف، صبيحة السبت، بمقر الوزارة وكان من أجل "طلب تفسيرات حول مبرّرات منح جماعة بومهدي الترخيص لعقد دورة اللجنة المركزية". وحول حيثيات الاجتماع واصل بأن "الوزير طلب منا ضرورة تحقيق المصالحة وتوحيد الصفوف من أجل الذهاب إلى دورة لأعلى هيئة بين مؤتمرين دون مشاكل"، ولفت في الوقت نفسه إلى أن وزارة الداخلية لا تريد أن تقع في حرج منح التراخيص لطرف دون آخر، مشدّدا على أن دحو ولد قابلية "أبلغ بلعياط بأهمية التفاهم لأن الأمر يتعلق بقرار سياسي صادر من أعلى السلطات لإنهاء أزمة الأفلان قبل نهاية الشهر الجاري"، وعليه "توصل الجانبان إلى اتفاق حول تثبيت التاريخ ليومي 29 و30 أوت الجاري". وأردف المتحدّث في ذات السياق قائلا: "لحدّ الآن لم نتقدّم بطلب وإنما نركز جهودنا من أجل تحقيق الوفاق المطلوب لعقد دورة اللجنة المركزية في أحسن الظروف حتى نمكّن الحزب من تجاوز حالة الانقسام التي يمرّ بها"، كما أشار إلى أن منسق المكتب السياسي لم يرفض التنسيق مع رئيس مكتب الدورة السادسة للجنة المركزية أحمد بومهدي وذلك ردّا على إعلان الأخير بأنه التقى مع بلعياط السبت الماضي وعرض عليه توجيه دعوة مشتركة إلى الأعضاء لحضور لقاء الخميس والجمعة المقبلين بفندق "الأوراسي". وعلى هذا المستوى أوضح مصدرنا أن الحاصل هو "تعرّض الأخ عبد الرحمان بلعياط لضغوط كبيرة من محيطه من أجل رفض دعوة بومهدي"، قبل أن يضيف: "عبد الرحمان بلعياط شخصيا لا يرفض الفكرة وهو قبل بالاقتراح لكن بعض الأطراف ضغطت عليه لاتخاذ موقف رافض"، وتحفّظ محدّثنا عن تقديم مزيد من التفاصيل حول الجهات التي تضغط على بلعياط، ولكنه كان يلمّح، على ما يبدو، إلى وزراء جبهة التحرير الوطني في الحكومة وكذا بعض من وجوه الحركة التقويمية التي يقودها عبد الكريم عبادة. وفيما يتعلق بمخاوف أن يؤدي استمرار التجاذب الحاصل حول مكان عقد اجتماع الخميس المقبل إلى تفجير الوضع في الحزب العتيد، أوضح العضو القيادي بأن "هذه المخاوف مبالغ فيها كثيرا"، واعتبر أن إصرار جماعة عبد الرحمان بلعياط على نقل الدورة الطارئة من فندق "الأوراسي" إلى نزل "الرياض" مردّه أن "الحزب ليست لديه الإمكانات المالية لتغطية المصاريف المالية الكبيرة في حين اعتدنا على عقد اجتماعاتنا في نزل الرياض بسيدي فرج وبالتالي فمن المناسب تنظيميا وماليا البقاء فيه".