15 وزيرا اجتمع بهم الوزير الأول، بحضور والي العاصمة، والمدير العام للأمن الوطني وقائد الدرك، وعدد من مديري المصالح الكبرى، والحال أنه صدق وأصاب من أطلق على هذا الاجتماع وصف"اجتماع حرب"، لأنه يخص محاولة تفكيك قنبلة من القنابل الشديدة المفعول! لعلّ لسان حال المواطنين يردّد بأن الكثير من الولايات، بالشرق والغرب والجنوب والوسط، بحاجة إلى استنساخ اجتماع العاصمة، إقرارا للعدل في اكتشاف فضائح التسيير وركود التنمية، وبحثا عن حلول ومخارج نجدة لانشغالات أصبحت مفرخة ومبررا لاحتجاجات الساكنة! الحقّ يُقال إن بعض الولاة- والحمد لله ليس كلهم- يبدو أن فوق رؤوسهم ريشة عصفور، ولذلك أصبحوا يتمتعون بقوّة تقف حجرة عثرة في وجه وزراء صالوا وجالوا العديد من المناطق، لكن"أوامرهم" ظلت مجرّد"هدرة" وفي أحسن الأحوال حبرا على ورق أو طعما ينقره طائر اللقلق ! حال العاصمة ليس أفضل من حال عدّة ولايات وحتى مناطق"منكوبة" وأخرى معزولة وثالثة ربوات منسية، لم يغيّر حالها وأحوالها لا وزير ولا مير ولا مدير ولا غفير، ولذلك، لا عجب في الصورة السوداء التي تغيّم على الجزائر البيضاء! نعم، إن التقارير السوداوية والتصنيفات المتأخرة التي تصدرها معاهد ودراسات أجنبية دوريا، قد يكون فيها تغليط وتضخيم، لكن لنعترف بيننا وتبقى"زيتنا في دقيقنا" ونقرّ بهذا العجز والفشل والإهمال والتسيّب واللامبالاة، التي تطبع وجه عاصمة البلاد ونحن في 2014 ! بطبيعة الحال، المسؤولية مشتركة وجماعية، والذنب ذنب الجميع: الحكومة بوزرائها، والبرلمان بنوابه، والبلديات بأميارها ومنتخبيها، والإدارة بولاتها ورؤساء دوائرها، والمجتمع بجمعياته وتنظيماته، والأسرة بأوليائها وأبنائها، والنتيجة صورة قاتمة يسبّها هذا قبل ذاك ويلعنها الأخرس قبل الثرثار ويراها الأعمى قبل البصير ويسمع عنها الأطرش قبل سريع السمع! أوساخ وسوء تسيير ومشاريع نائمة وبرامج منوّمة وزحمة مرورية وفوضى وعشوائية وظلام ليلي وطرقات مهترئة وريف في قلب المدينة، هي بعض مشاهد وشواهد العاصمة، رغم الملايير الممليرة التي ترصدها الخزينة العمومية دون انقطاع، فأين الخلل ولماذا كلّ هذا الهبل والخبل؟ ربّما، من بين الأسباب والمسببات، غياب المراقبة والمحاسبة والمعاقبة، ولذلك تعمّ "التبهدايل" وتصبح ظاهرة صحية يتعايش معها العامّة، ويضحى غير العادي، هو إزالتها.. ولنا بالعاصمة مظاهر تحبس الأنفاس، وتقطع نفس العاصميين، وتثير قنطة وذهول القادمين من خارجها، وتُضحك علينا جميعا دخلاء وأجانب وضيوف يأكلون الغلة ويسبون الملّة!