عندما تعلم أن خبيرا اقتصاديا، قدّم على سبيل المثال لا الحصر، ما لا يقلّ عن 100 مُقترح لوزير الفلاحة، بشأن تحريك القطاع وإنعاش الفلاحة وإخراجها من عُنق "الجياحة".. ثمّ تعلم أن الوزير أبلغ هذا الخبير، بأن الولاة أجهضوا هذه "الحلول والبدائل"، فهنا من الطبيعي أن تقرّر في لحظة فوبيا الصعود أعلى قمّة في جرجرة أو شلية للقفز منها ليس بنية الانتحار والعياذ بالله، ولكن برغبة التمتّع بالسقوط من الفضاء! الحديث عن مقترحات الخبراء والمختصين، للولاة أو الوزراء أو المديرين التنفيذيين أو الأميار، ليس قرآنا منزلا، وهو ليس قاموسا ومعجما بدون أخطاء وتفسيرات محرّفة أو خاطئة، لكن من هذا المسؤول الذي لا يقبل "النصيحة" ويرفض استقبال الحلول للمشاكل؟ لقد كثر اللغط والغلط في حقّ الولاة، وهذه ليست سابقة ولا اختراعا أو هدية حملها "بابا نوال" في حقيبته للجزائريين ليلة "البوناني"، لكن من المسؤول عن هؤلاء الولاة الذين يعتقدون أن فوق رؤوسهم ريشة؟ لم يعد الأمر محصورا في مير أو وزير أو حتى مواطن، فقد تعدّدت الشكاوى ضد ولاة لا يأتمرون من أحد، ومنهم من أصبح خطرا على النظام العام، من خلال تسببه في احتجاجات شعبية على مستوى ولايته، إمّا بسبب سوء التدبير، وإمّا نتيجة تغوّل "الحڤرة" والبيروقراطية! هذا لا يعني بأيّ حال من الأحوال، التحريض بالتصريح أو التلميح إلى وضع كلّ ولاة الجمهورية في "شاشية واحدة"، فهناك دون شك، وهذا ليس بدعة ولا ابتكارا، وجود ولاة يستحقون كلّ العرفان والتقدير، وهذا بشهادة المواطنين أنفسهم، سواء في طريقة التسيير أو حسن الاستقبال والاستماع لانشغالات المظلومين! لكن، بالمقابل، هناك ولاة يجب عزلهم اليوم قبل الغد، ليس بدافع الثأر وتصفية الحسابات، أو نتيجة "كراهية" أو ضغينة مخفية، لكن من أجل تنفيس الولاية "المستهدفة" بالعشوائية والفوضى المنظمة والاستهتار وتنويم المشاريع التنموية وقتل روح المبادرة! نعم، التجارب تثبت أن ولاة حوّلوا ولاياتهم إلى "جمهوريات" محترمة بعد ما كانت ربوات منسية، وهناك بالضفة الأخرى، ولاة نقلوا ولاياتهم من السيّء إلى الأسوأ وجعلوا منها محضنة لتسمين التكاسل والتقاعس والتسكّع على أرصفة البرامج الشعبية، فكانت "التبهدايل" حتما مقضيا!