ضربة موجعة سقطت على رؤوس ولاة، لم يقرؤوا أسماءهم، ضمن قائمة الحركة في سلك الولاة، مثلما تضمنه بيان رئاسة الجمهورية ونقلته وسائل الإعلام والصحافة. كما "بكّم" التعديل الحكومي المفاجئ وزراء حضروا آخر اجتماع لمجلس الوزراء! معزولون، ذاهبون، عائدون، مرعوشون، مثبتون، محوّلون ومعاقبون.. هي أرقام لمعادلة تغيير شملت سلك الولاة والطاقم الحكومي المعدّل قبل بضعة أسابيع، والحال أن الولاة والوزراء الذين في كروشهم "التبن" جهروا منذ مدة بخوفهم من نار التغيير، الذي أبعد هؤلاء وأعاد أولئك! هناك ولاة ووزراء قد يستحقون التثبيت وتجديد الثقة، لكن بعضهم يستدعي أمرهم "العزل"، لكنهم استفادوا من "العفو"، إمّا بالتحويل، أو الترقية، أو حتى الدحرجة، وفي كلّ هذه الحالات الثلاث، فإن المعنيين تجاوزوا دائرة الخطر وأفلتوا بجلدهم من المشنقة! ليس خافيا، ولا سرّا من أسرار الدولة، أن وزراء وولاة، تحوّلوا إلى "خطر على النظام العام"، بسبب سوء تسيير الملفات، ونتيجة التدبير الخاطئ والعشوائي للأزمات، ونظير تصريحات تُشعل النار ولا تُطفئها، ولذلك غرقت قطاعاتهم وولاياتهم في مستنقع الاحتجاج والتحقيق! هناك ولاة ووزراء ارتكبوا "حماقات" ألّبت الغاضبين وفرخت الشبهات، وهذا لا يمنع، بالمقابل، أن هناك آخرين نجحوا ولو مؤقتا، في ضمان "الاستقرار" إمّا بتفكيك القنابل، وإمّا بإطلاق الوعود حتى ولو كانت كاذبة ولربح الوقت، وهو ما أنجى بعضهم من المقصلة! لا معنى لتغيير وزير بوزير آخر، أو وال بوال آخر، في نظر ومنظور المواطنين، والمهمّ في تغيير الرجال، هو "الاستمرارية" إذا كانت سياسة الأول ناجعة ومفيدة، أو تبديلها إن كانت مفلسة وفاشلة، أمّا أن يتداول السابقون واللاحقون على "تسخين الكرسي" وجمع غنائم المنصب، فهذا لن يزيد الطين إلاّ بلة، والانتقال من السيئ إلى الأسوإ! على مرّ تاريخ التغييرات، في الحكومة أو سلك الجماعات المحلية، سقط ولاة ووزراء يُعتقد أنهم "خدّامين"، فيما استمرّ آخرون أغرقتهم الشكاوى والانتقادات، كما تمّ تحويل نوع آخر كانوا هم شخصيا ينتظرون قرار العزل أو الإحالة على التقاعد في أول حركة تغيير! المطلوب، أن يقدّم كل وزير أو وال، أقيل أو عُيّن، حصيلته المادية والأدبية، قبل أن يُنظر في سيرته الذاتية وحسن سلوكه . وهذا مقياس من مقاييس الجزاء والعقاب، حتى لا يكون التغيير بين "الخلعة" واللامبالاة، وحتى يكون التغيير أيضا حدثا يُلفت انتباه الرأي العام، بدل أن يمرّ بالنسبة إليه مرور الكرام مع ركن الحوادث والطرائف!