عاد أمس، أحمد أويحيى الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، إلى الساحة السياسية بعد عزوف عن حضور نشاطات حزبه لأزيد من سنة كاملة إثر استقالته، حضر أمس الوزير الأول السابق عملية تنصيب المجلس الولائي للأرندي بالعاصمة، هذا الحضور الذي صنع الحدث داخل التجمع الوطني الديمقراطي أثار العديد من القراءات السياسية وحامت العديد من علامات الاستفهام حول هذا الحضور، فيما اكتفى أحمد أويحيى بتشبيه حضوره تجديد هياكل حزبه بحرص رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام الذي كان عضوا ضمن اللجنة المركزية للأفلان ويحضر اجتماع القسمة، وعدا هذا التصريح المقتضب التزم أويحيى الصمت، لم يتدخل صوت وانصرف. ويبدو أن "خرجة" أحمد أويحيى أمس، وحضوره عملية تنصيب المجلس الولائي، جاءت للرد على تساؤلات حامت حول ما إذا كان سيلبي أويحيى دعوة حضور دورة المجلس الوطني المقررة هذا الشهر، وذلك في أعقاب تغيبه في دورتين سابقتين، الأمر الذي كان سيضعه تحت طائلة القانون الأساسي الذي يقضي بإقصاء كل عضو يتخلف عن حضور دورتين للمجلس الوطني، كما أن هذا الحضور بحسب المتابعين للشأن السياسي يعد رسالة سياسية من شأنها أن تؤرق أمين عام الأرندي عبد القادر بن صالح، كما من شأنها أن تؤرق غيره. أويحيى بحضوره أمس، أحرج قيادات في الأرندي، يتعمدون الغياب عن عمليات تجديد هياكل الحزب عبر الولايات، ولا يكلفون أنفسهم عناء تعيين مندوبين عنهم بالوكالة، مثلما حدث أمس، حيث غاب العديد منهم، من بينهم عبد الكريم حرشاوي، والطيب زيتوني ونسيم سيدي السعيد وصالح جنوحات ومصطفى براف، حيث بلغ عدد الغائبين 12 مناضلا. من جهته، وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد مباركي الذي فوضه بن صالح مهمة الإشراف على عملية تنصيب المجلس الولائي والأمانة الولائية للأرندي بالعاصمة، أكد في كلمته أنه محرج وهو يجد نفسه أمام أويحيى، وقال "أنا جد محرج وسعيد في نفس الوقت لحضور قائدي وأخي وصديقي أحمد أويحيى، لأنه هو الذي علمنا الانضباط والتواضع والتفاني في العمل"، ورفعا لأي لبس أو تأويل لهذا الحضور، سارع مباركي للقول إن "حضور أويحيى هو أمر طبيعي وعادي ويدخل في إطار نضاله السياسي"، معبرا عن أمله في أن يواصل أويحيى نشاطه في الحزب رفقة المناضلين والقياديين". أما شهاب صديق منسق الأرندي بالعاصمة، الذي زكاه المناضلون بالإجماع، ورفعوا عريضة للأمين العام للحزب من أجل تجديد الثقة فيه على رأس المجلس بالعاصمة، فقال بأنه ليس مجرد مناضل بسيط، بل إنه واكب الحزب منذ نشأته، مذكرا بفضل أحمد أويحيى عليه عندما عينه في المكتب الأول للحزب، وأكد شهاب صديق أنه يناضل منذ 17 سنة داخل الأرندي، ورغم أن سعادته بالدعوة لتزكيته إلا أنه طالب ب"عدم لي ذراع الأمين العام للحزب" وقال اتركوا المجال مفتوحا للأمين العام ليقدر وحده، وأنا سأبقى أعمل في الحزب كمناضل بسيط". وأضاف صديق "نحن في الطريق الصحيح، نحن حزب بنى نفسه بنفسه بارتياح وعزم"، مؤكدا أن الأرندي الذي حافظ على تماسكه ساهم في "استقرار الجزائر وترميم مؤسساتها وإبقائها واقفة.
.. وأنصاره داخل الأرندي ينتفضون بتيزي وزو شهدت قاعة المحاضرات بفندق لالة خديجة بتيزي وزو أمس، حالة من الفوضى ومششادة كلامية بين جناحين منقسمين من أجل الاستحواذ على الأمانة الولائية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي خلال انعقاد ندوة ولائية لمناضلي الأرندي، من أجل ترتيب البيت وحسم مشكلة الانقسام، فيما اتهم مقتحمو القاعة وهم مناضلون سابقون، القيادة المركزية بالانحياز محاولة منها إقصاء مناضلي الولاية المساندين للأمين العام السابق للحزب أحمد أويحيى، مؤكدين تمسكهم بالمنسق السابق للحزب الطيب مقدم الى حين تنظيم انتخابات في الأمانة الولائية. وفند محمد فان كل ما يقوله المنسق السابق الذي أكد بأنه رفض العمل مع إطارات الحزب، واتهم أنصاره بالتشويش عندما أقدموا على اقتحام القاعة وفض الاجتماع الذي لم يدم لدقائق، بسبب تمسكهم بالقيادة السابقة رافضين الانصياع لأوامر القيادة الحالية للأرندي وهم نفس الأشخاص الذين اقتحموا قاعة المحاضرات بدار الثقافة مولود معمري في نوفمبر الفارط.