استنكر محمد ذويبي، أمين عام حركة النهضة، ما يجري في البلاد ما سماها "الكولسة السياسية التي يريد أصحابها استغباء الشعب"، وقال إن الوضع بالجزائر خطير سببه "معايير الفشل والنهب والقمع للحريات وتعطيل دولة القانون". وأكّد المتحدّث أن السلطة تسيطر عليها ثلة قليلة في صناعة القرار، قد "فرضت منطقها على الشعب وراحت تفرض أجندات خارجية دخيلة" وقال "من يريد أن يحكم هذا الشعب عليه أن يخضع لإرادة الشعب وقيمه الحضارية لا أن يفرض نزواته السياسية وأحلام لا علاقة لها بمعيشة الشعب الجزائري". وندّد ذوبيبي خلال التجمع الشعبي، الذي نظمته الحركة بمدينة تبسة، بما تقوم به السلطة باسم الندوة الوطنية للتجارة الخارجية، حيث خلصت، حسبه، إلى احتكار "اقتصادي جديد من خلال إقرار عصبة معينة دون غيرها من التجار المكلفة بالاستيراد والتصدير"، وهو ما ينذر - يقول أمين عام حركة النهضة - بخطورة كبيرة عن تسلط جماعات واستيلائها على الثروة من مداخيل العملة الصعبة التي تتصرف كما تريد، وهو ما سيرهن القرار السياسي للجزائر- يقول المسؤول- في يد هذه المجموعة التي تتحكم في كل مفاصل الدولة بالمال العام من الخزينة العمومية لشرعنة ممارسات غيرقانونية. وقال أمين عام حركة النهضة أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة للاستيلاء على ما تبقى من ثروات الشعب واستغلال نفوذهم لتوجيه البلاد لما يخدم مصالح اللوبيات بعيدا عن مصلحة الشعب، محمّلا السلطة تبعات قراراتها، بعد أن قامت بخصخصة المؤسسسات العمومية، جاء الدور على التجارة الخارجية لاحتكار مداخيل البترول وخصخصتها لمصالحهم، واستغرب ذويبي تحدث السلطة عن البيروقراطية والعراقيل الإدارية في الوقت الراهن، متسائلا في الوقت ذاته عن مصدر هذه العراقيل والفساد المعشش في البلاد. وفي شق الدستور، قال المسؤول الأول في حركة النهضة، أن ما تريد أن تمرره السلطة هو "عين العبث السياسي، دستور يعدل 4 مرات في 12 سنة"، وقال السلطة اليوم لا تعي حجم المخاطر التي تترصد بالجزائر، وهي الآن لازلت تضيّع على الجزائريين الفرصة الحقيقية لمواجهة التحديات المقبلة والتي ستأتي على الأخضر واليابس، وأنها لا زلت تتعامل مع الشعب الجزائري على أنه شعب قاصر، وتمارس الوصاية عليه حتى في أسمى وثيقة التي تحدد مصيره ومصير دولته. وفي رده عن اتهامات السلطة بأنها تريد الوصول للحكم عن طريق الأشلاء، قال ذويبي "الجزائريون يعرفون جيدا من يستعمل كل الأساليب غير القانونية وغير الشرعية للوصول للحكم والبقاء فيه ولو على أنقاض بقايا دولة تتآكل من الداخل، ليس في ثقافتنا وممارساتنا ومشروعنا السياسي شيء اسمه الأشلاء أو العنف وثقافتنا للوصول إلى سلطة عبر احترام انتخابات نزيهة شفافة وحرية المواطن في اختيار من يحكمه دون ترغيب أو ترهيب"، وقال "من زرع اليأس في الناس هي السلطة وليست المعارضة، من أشاع ثقافة الفساد وقتل الأمل والتزوير هي السلطة، ومن أفسد العملية السياسية هي السلطة، ومن قمع الحريات والصحافة هي السلطة، فكيف تتهم السلطة المعارضة أنها تزرع اليأس السلطة."