نثمن "عاليا" دور الجيش الوطني الشعبي في تأمين حدود الوطن    بناء الإجماع الوطني وتوحيد المواقف" مطلبان حيويان"    ياسين وليد، ينهي مهام مسؤولين في قطاعه بقسنطينة    اطلعنا على تقنيات التحكم في تسربات الميثان ونسب حرق الغاز    شركة موبيليس تجري تجارب ناجحة على الجيل الخامس    اجتماع تنسيقي بين وزارتي التجارة الخارجية والتجارة الداخلية    الأورنوا: لم تدخل أية مساعدات إلى قطاع غزة    الاحتلال الصهيوني يعتقل أكثر من 4000 فلسطيني    العاصمة : توقيف 3 أشخاص وحجز قرابة 5000 قرص مؤثر عقلي    مقتل 7 أشخاص وجرح 178 آخرين    باتنة : وفاة شخص وإصابة آخرين بصدمة    مهرجان الشعر النسوي يعود في طبعته 14 بقسنطينة    سايحي: "تطوير مصالح الاستعجالات " أولوية قصوى"    الرابطة الأولى: وفاق سطيف يرتقي للصف الرابع, و نجم مقرة يتنفس الصعداء    الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية: تنظيم أيام إعلامية حول الشمول المالي لفائدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة    المكاسب التي حققها اتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب جاءت بفضل المسيرة العمالية الطويلة    وهران: يوم دراسي دولي حول التطورات وآفاق الإنعاش في طب الأطفال    استحضارٌ لمناقب رجل دولة    الحلول الرّامية للقفز على حقوق الصحراويين لن تنجح    الحصار الراهن على قطاع غزّة الأشد منذ بدء العدوان الصهيوني    بناء جزائر قوية تعتزّ بسياساتها في تكريس مجانية التعليم    بطولة افريقيا للجيدو فردي: الجزائر تشارك ب 17 مصارعا في موعد ابيدجان    أمراض فطرية تصيب المحاصيل الزراعية    نحو شراكة جزائرية بيلاروسية واعدة ومتنوعة    شراكة اقتصادية بين الجزائر ومصر بمبدأ رابح رابح    الجزائر- مصر: غريب يبحث مع وزير الخارجية والهجرة المصري سبل تعزيز الشراكة الصناعية بين البلدين    المجلس الأعلى للشباب يشارك بنيويورك في أشغال المنتدى الشبابي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة    هياكل جديدة تعزّز الخريطة الصحية بتيارت    تنسيق جزائري إيطالي لمواجهة الجريمة المنظمة    بناء مدرسة جزائرية عصرية وتشجيع التلاميذ على الابتكار    تسهيل وتبسيط الإجراءات أمام الحجّاج الميامين    سد بن خدة تلقّى 200 ألف متر مكعب من الماء    انشغالات المواطنين أولوية المجالس المحلية    مولودية الجزائر تطعن في عقوبات "الكاف" وتردّ ببيان    وزارة الثقافة تدعو لتثمين الخبرات الجزائرية بالخارج    لقاء إبداعي بامتياز    الموسيقى الجزائرية قادرة على دخول سجل السيمفونيات العالمية    الشباب القسنطيني يدخل أجواء لقاء نهضة بركان    نملك خزانا بشريا نوعيا وفخورون بحصاد مصارعينا في الأردن    سوناطراك: حشيشي يزور مواقع تابعة لشركة إكسون موبيل بنيو مكسيكو    الأونروا: الحصار الراهن على قطاع غزة هو الأشد منذ بدء العدوان الصهيوني    حركة النهضة تؤكد على أهمية تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات    أوبرا الجزائر: افتتاح المهرجان الدولي ال14 للموسيقى السيمفونية    الجزائر العاصمة: لقاء حول آليات حماية التراث المعماري والحضري    تقييم أداء مصالح الاستعجالات الطبية: سايحي يعقد اجتماعا مع إطارات الإدارة المركزية    تصفيات كأس العالم للإناث (أقل من 17 سنة): لاعبات المنتخب الوطني يجرين أول حصة تدريبية بلاغوس    افتتاح الطبعة 14 للمهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي    وزير المجاهدين يقف على مدى التكفل بالفلسطينيين المقيمين بمركز الراحة بحمام البيبان    حج 2025: اجتماع اللجنة الدائمة المشتركة متعددة القطاعات    اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد وجهاً لوجه    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    تراث الجزائر.. من منظور بلجيكي    بن سبعيني يمنح برشلونة رقما استثنائيا    التنفيذ الصارم لمخطط عمل المريض    ما هو العذاب الهون؟    عربٌ.. ولكنهم إلى الاحتلال أقرب!    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا‮ ‬يُعيّن ويفصل الوزراء‮.. ‬نماذج من الماضي‮ ‬والحاضر
بعد أن احتار السياسيون والإعلاميون في‮ ‬التعديل الحكومي‮ ‬الأخير‮ ‬

خلّف التعديل الحكومي‮ ‬الأخير،‮ ‬جملة من التساؤلات حول معايير اختيار الوزراء وخلفيات إنهاء مهامهم،‮ ‬فالكثير من الوجوه التي‮ ‬غادرت،‮ ‬أوجدت لنفسها رصيدا وسمعة،‮ ‬ومع ذلك لم‮ ‬يشفع لها عند المحيط الرئاسي،‮ ‬في‮ ‬حين أن الكثير من الوجوه التي‮ ‬احتفظ بها،‮ ‬كانت محط انتقاد وسخط حتى من قبل عموم الشعب،‮ ‬ومع ذلك نجت من المقصلة‮. ‬فعلى أي‮ ‬أساس‮ ‬يتم اختيار الوزراء،‮ ‬وهل ل"حصيلتهم‮" ‬دور في‮ ‬استمرارهم أو إنهاء مهامهم؟ وهل من فروقات في‮ ‬التعيين بين فترة حكم الرئيس بوتفليقة وبقية الرؤساء السابقين‮. ‬هذه الأسئلة وأخرى‮ ‬يجيب عنها‮ ‬"‬الملف السياسي‮" ‬لهذا الخميس‮.‬

وزير الشباب والرياضة الأسبق،‮ ‬كمال بوشامة ل"الشروق‮"‬
الشاذلي‮ ‬استقبلني‮ ‬عند تكليفي‮ ‬وعند إنهاء مهامي
يتذكر الوزير السابق للشباب والرياضة،‮ ‬كمال بوشامة،‮ ‬تاريخ تعيينه في‮ ‬المنصب وكذا تاريخ إنهاء مهامه من قبل الرئيس الراحل الشاذلي‮ ‬بن جديد،‮ ‬ويؤكد بوشامة أن التعيين في‮ ‬الطاقم الحكومي‮ ‬وإنهاء المهام كان‮ ‬يتم عبر"ثقافة الدولة‮" ‬على حد تعبيره‮.‬
يستحضر بوشامة،‮ ‬في‮ ‬حديث ل"الشروق‮" ‬الطريقة التي‮ ‬أبلغ‮ ‬بها عند تعيينه وزيرا للشباب والرياضة في‮ ‬22‮ ‬جانفي‮ ‬1984،‮ ‬ويقول‮: "‬وصلني‮ ‬اتصال هاتفي‮ ‬من رئاسة الجمهورية،‮ ‬وكان المتصل مدير التشريفات مولود حمروش،‮ ‬الذي‮ ‬أبلغني‮ ‬أن الرئيس الشاذلي‮ ‬ينتظرني‮ ‬في‮ ‬مكتبه‮".‬
‬ويذكر محدثنا أنه لم‮ ‬يكن على علم بفحوى اللقاء مع الرئيس،‮ ‬حتى لقائه بهذا الأخير الذي‮ ‬أخطره أنه قرر تعيينه وزيرا للشباب والرياضة،‮ ‬مع تأكيده أنه كان مرشحا لمهام أسمى من حقيبة الشباب والرياضة،‮ ‬لكن‮ "‬جهات فعلت فعلتها لقطع الطريق أمام تعيينه في‮ ‬ذلك المنصب السامي‮".‬
لماذا جرى اختياره وزيرا للشباب والرياضة،‮ ‬سؤال طرحه بوشامة وأجاب عنه في‮ ‬ثنايا الحديث بالقول‮: "‬لقد كنت في‮ ‬مسؤوليات أرفع من منصب وزير،‮ ‬فقد كنت عضوا في‮ ‬الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الواحد رفقة مساعدية ومصطفى بن زازة وصالح الوانشي‮ ‬رحمهم الله،‮ ‬لقد كانت مهام اللجنة أقوى وأكثر نفوذا من الحكومة بحد ذاتها،‮ ‬فقد كنا نعد البرامج والسياسات العامة ونقيم أداء الحكومة،‮ ‬وقبل ذلك وأنا شاب صغير ترأست الوفد الجزائري‮ ‬عام‮ ‬1970‮ ‬المشارك في‮ ‬المؤتمر العالمي‮ ‬للشباب الذي‮ ‬أقيم في‮ ‬الأمم المتحدة،‮ ‬كما تكفلت بنقل رسائل الرئيس إلى نظيره المالي‮ ‬موسى طراوري‮.‬
تلك كانت البداية،‮ ‬وماذا عن النهاية؟‮ ‬يسرد بوشامة‮ "‬في‮ ‬17‮ ‬نوفمبر‮ ‬1987‮ ‬أنهيت مهامي‮ ‬على رأس الوزارة،‮ ‬وكان الأسلوب حينها وهو ما ورد في‮ ‬الجريدة الرسمية،‮ ‬أني‮ ‬نقلت إلى مهام أخرى‮.. ‬تلك المهام كان البقاء في‮ ‬البيت لأكثر من‮ ‬13 ‬سنة حتى عينت بعدها سفيرا‮"‬،‮ ‬لكن لبوشامة أمور أخرى‮ ‬يقولها عن إنهاء المهام‮ "‬لقد استقبلني‮ ‬الرئيس الشاذلي‮ ‬في‮ ‬مكتبه،‮ ‬وتحدثنا لمدة طويلة دون بروتوكولات،‮ ‬حتى إنه كان‮ ‬يناديني‮ ‬كمال فقط،‮ ‬لقد أقنعني‮ ‬الرئيس بالقرار المتخذ وحرص على الثناء على ما قدمته طيلة السنوات الماضية على رأس الوزارة‮".‬

خلفيات لم تذكر في‮ ‬التعديل الحكومي‮ ‬الأخير
بلعيز،‮ ‬تهمي،‮ ‬لعبيدي‮.. ‬وزراء تمت التضحية بهم لأجل‮ "‬الانسجام الحكومي‮"‬
يجمع الكثير من المتتبعين على أن اعتبارات أخرى بعيدة عن الأداء لعبت دورها في‮ ‬التعديل الحكومي‮ ‬الأخير،‮ ‬وإلا لما بقيت الكثير من الوجوه في‮ ‬حكومة سلال الرابعة.‬
وتكشف أسماء الوزراء الذين أعيد تكليفهم وأولئك الذين‮ ‬غادروا وحتى الذين نقلوا من قطاع إلى آخر،‮ ‬عن وجود خلفية قد‮ ‬يكون لها دور في‮ ‬هذا التعديل الذي‮ ‬جاء على حين‮ ‬غرة،‮ ‬بعد أشهر من الانتظار والترقب،‮ ‬وهي‮ ‬إعادة الانسجام المفقود إلى فريق حكومي‮ ‬ظل محل انتقاد.‬
ولم‮ ‬يعد تباين وجهات النظر في‮ ‬التسيير،‮ ‬بين الوزراء،‮ ‬وحتى بين الوزير الأول وبعض وزرائه السياديين،‮ ‬سرا‮ ‬يخفى‮.. ‬فعبد المالك سلال لم‮ ‬يكن على وفاق مع وزير الداخلية والجماعات المحلية السابق،‮ ‬الطيب بلعيز،‮ ‬المعيّن بعد التعديل الأخير،‮ ‬وزيرا للدولة مستشارا برئاسة الجمهورية.‬
فبلعيز‮ ‬يتمتع بكاريزما خاصة قلما توفرت في‮ ‬الكثير من الوجوه التي‮ ‬تعاقبت على الحكومات الأخيرة،‮ ‬كما أنه‮ ‬يصر على أن‮ ‬يترك بصماته على كل القطاعات التي‮ ‬مر بها،‮ ‬مثلما كانت الحال في‮ ‬قطاع العدالة وبعده وزارة الداخلية،‮ ‬وهو ما جعله حساسا من أي‮ ‬تدخل في‮ ‬قطاعه ولو كان من الوزير الأول.‬
ولم‮ ‬يؤثر هذا الخلاف على أداء الحكومة فقط،‮ ‬بل انعكس على سير القطاع،‮ ‬خاصة في‮ ‬جانبه المتعلق بالجماعات المحلية،‮ ‬إذ عجزت الحكومة عن ملء شغور منصب الوالي‮ ‬في‮ ‬كل من مستغانم وعنابة وغيلزان،‮ ‬وكذا استكمال الحركة في‮ ‬سلك الولاة ورؤساء الدوائر،‮ ‬التي‮ ‬لا تزال معلقة برغم تعثر التنمية المحلية في‮ ‬الولايات التي‮ ‬لم تمسها الحركة السابقة،‮ ‬بسبب خلاف حول تسمية بعض الولاة ورؤساء الدوائر‮.‬
اختفاء وزير الرياضة،‮ ‬محمد تهمي،‮ ‬من حكومة سلال الرابعة،‮ ‬لم‮ ‬يكن بعيدا بدوره عن خلاف له علاقة بتداخل الصلاحيات،‮ ‬فالرجل وجد نفسه فجأة على رأس قطاع‮ ‬يعج بالمناورات والحسابات الضيقة،‮ ‬وهكذا لم‮ ‬يلبث أن وجد قطاعه وقد ضم إلى قطاع‮ ‬غريمه،‮ ‬عبد القادر خمري،‮ ‬الذي‮ ‬تقمّص دورا‮ ‬غير دوره مطلع العام الجاري‮ ‬في‮ ‬غينيا الاستوائية!‬
حال نادية لعبيدي،‮ ‬وزيرة الثقافة السابقة،‮ ‬لم تكن تختلف كثيرا عن حال تهمي،‮ ‬فالعارفون بخبايا السرايا،‮ ‬أدركوا منذ الوهلة الأولى،‮ ‬أن الحملة التي‮ ‬قادتها زعيمة حزب العمال،‮ ‬لويزة حنون،‮ ‬ضدها،‮ ‬لم تكن سوى مؤامرة مدبرة بإحكام من داخل السلطة والدوائر المحيطة بها،‮ ‬لتبرير عزل الوزيرة الهادئة،‮ ‬حتى وإن حاولت حنون تقمص دور المعارِضة!‬
غياب الانسجام كان حاضرا أيضا بين وزيرة التربية،‮ ‬نورية بن‮ ‬غبريط،‮ ‬ووزير التعليم العالي‮ ‬والبحث العلمي،‮ ‬محمد مباركي،‮ ‬بسبب توجيه الطلبة الناجحين في‮ ‬شهادة البكالوريا،‮ ‬وهكذا وبعد أن كان القطاع الذي‮ ‬كان‮ ‬يديره مباركي‮ ‬يستقبل الناجحين،‮ ‬أصبح‮ ‬يستقبل الراسبين،‮ ‬بعد أن حُوّل‮ (‬مباركي‮) ‬في‮ ‬التعديل الأخير إلى وزير للتكوين المهني‮ ‬والتمهين.‬
إذا كان البحث عن الانسجام في‮ ‬حكومة سلال الرابعة‮ ‬يشكل هاجسا،‮ ‬فهل‮ ‬يعني‮ ‬هذا أن جزءا من فشل الطبعات الثلاث السابقة،‮ ‬معلق على هذه المقاربة؟ وهل معنى هذا أنها نجحت في‮ ‬تجاوز تحدّ‮ ‬ظل‮ ‬يؤرق الكثير ممن سبقوه؟ ‬


وزير الاتصال السابق محمد السعيد‮:‬
التعديل الحكومي‮ ‬هدفه الاحتفاظ بالدائرة الضيقة لصنع القرار السياسي
7 ‬وزراء فقط تبقوا من أصل‮ ‬37‮ ‬وزيرا في‮ ‬حكومة سلال الأولى
ما خلفيات التعديل الحكومي‮ ‬وهل‮ ‬يشكل أولوية؟
المؤكد أن خلفيات هذا التعديل تتعلق بالحرص على تخفيف الاحتقان الاجتماعي‮ ‬والسياسي‮ ‬بوجوه جديدة من أجل الاحتفاظ بالدائرة الضيقة لصنع القرار السياسي‮. ‬والتعديل الأخير الذي‮ ‬كان منتظرا في‮ ‬جانفي‮ ‬الماضي،‮ ‬ثم أجّل في‮ ‬آخر لحظة،‮ ‬ميزته أنه‮ ‬يسند المهام إلى أهل الخبرة من داخل القطاعات المعنية،‮ ‬ولكنه‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬جو سياسي‮ ‬واجتماعي‮ ‬متوتر،‮ ‬يتميز بكثرة ملفات الفساد التي‮ ‬طالت وزراء بأسمائهم،‮ ‬وتنامي‮ ‬الاحتجاجات في‮ ‬كل مكان وتعمق القطيعة بين السلطة والمعارضة،‮ ‬وانتقاد عزم الحكومة استغلال الغاز الصخري‮.‬
الإكثار من تغيير تركيبة الحكومة له مردود سلبي،‮ ‬فحكومة سلال الأولى المشكلة في‮ ‬سبتمبر‮ ‬2012‮ ‬لم‮ ‬يبق منها سوى سبعة وزراء من أصل‮ ‬37‮ ‬وزيرا،‮ ‬وهذا أمر‮ ‬يمس بمصداقية الدولة واستقرار الإطار البشري‮ ‬القيادي‮ ‬الذي‮ ‬يشكل العمود الفقري‮ ‬للإدارة،‮ ‬كما‮ ‬يسمح للإطارات الرديئة بالاستمرار في‮ ‬مناصبهم حتى المشيب،‮ ‬لأن الوزير لا‮ ‬يكون أمامه الوقت الكافي‮ ‬لتغييرهم،‮ ‬فكثرة التعديلات في‮ ‬السنوات الأخيرة أفرزت وضعا جعل شائعة تغيير الحكومة الجديدة تنطلق بمجرد التقاط الصورة التذكارية لأعضائها مع رئيس الجمهورية‮. ‬وقد بدأ الحديث من الآن،‮ ‬منهم من‮ ‬يمهلها إلى ما بعد تعديل الدستور،‮ ‬ومنهم من‮ ‬يوصلها إلى الانتخابات التشريعية القادمة‮.‬

هل إنهاء مهام بعض الوزراء تم على أساس تقييم حصيلة أدائهم،‮ ‬أم هناك اعتبارات أخرى؟
هذه المسألة تعود لرئيس الجمهورية وحساباته السياسية،‮ ‬ومعاييره في‮ ‬اختيار رجاله وإنهاء مهامهم،‮ ‬ومع ذلك أتصور أن تقييم الحصيلة‮ ‬يكون أحيانا ثانويا أمام اعتبارات أخرى،‮ ‬قد‮ ‬يكون فيها الوزير أحيانا ضحية بقطع النظر عن كفاءته،‮ ‬كالحرص على التمثيل الجهوي‮ ‬أو ترضية جهة ما في‮ ‬الحكم،‮ ‬أو توجيه رسالة للخارج،‮ ‬وفي‮ ‬كل الحالات،‮ ‬فإن رحيل الوزير لا‮ ‬يعني‮ ‬بالضرورة انتهاء حياته السياسية‮.‬

ما هي‮ ‬قراءتكم لإعادة هيكلة وزارة الشؤون الخارجية؟
استغربت مثل الكثير من الملاحظين طريقة تقسيم وزارة الخارجية إلى وزارتين،‮ ‬خاصة أن هذا الأمر‮ ‬يتم في‮ ‬عهد رئيس كان وزيرا للخارجية لمدة‮ ‬15‮ ‬سنة،‮ ‬ويعرف أكثر من‮ ‬غيره طبيعة وحساسية ملفات السياسة الخارجية‮.‬
ويبدو لي‮ ‬أن محيط الرئيس أساء فهم تعليماته فحدث التصحيح بعد أربعة أيام،‮ ‬وهذا لوحده،‮ ‬وفي‮ ‬هذا المستوى من المسؤولية،‮ ‬يبعث على القلق على كيفية تسيير شؤون الدولة،‮ ‬وأخشى أن تطغى الاعتبارات التنظيمية والشخصية في‮ ‬الهيكلة الجديدة على فعالية جهازنا الدبلوماسي‮. ‬

هل تعتقدون أن الأمر‮ ‬يستهدف رمطان لعمامرة؟
الرئيس ليس ضعيفا إلى هذه الدرجة،‮ ‬فما‮ ‬يتمتع به من صلاحيات دستورية‮ ‬يمنحه الحق في‮ ‬عزل أي‮ ‬مسؤول مدني‮ ‬أو عسكري‮ ‬بجرة قلم مهما كان منصبه،‮ ‬لكن لا أستبعد أن‮ ‬يوجد في‮ ‬محيط الرئيس من لا‮ ‬يتردد في‮ ‬استغلال ثقته للتموقع لما بعد العهدة الرابعة‮.‬

ما المنتظر من هذا التعديل بالنسبة للجزائريين؟
الجزائريون لا تهمهم الأسماء أو تراشقات الكواليس،‮ ‬وإنما هم‮ ‬يبحثون عمن‮ ‬يطمئنهم على مستقبلهم،‮ ‬ويخفف من معاناتهم اليومية ويبسط العدل ويطبق العدالة لاجتماعية ويقضي‮ ‬على الفساد،‮ ‬ويجعل من النزاهة والكفاءة ونظافة اليد وتكافؤ الفرص أساس الرقي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬والسياسي‮.‬

هكذا علم الوزراء بعزلهم في‮ ‬التعديل الأخير
الخميس‮ ‬14‮ ‬ماي‮ ‬الماضي،‮ ‬وتحت قبة المجلس الشعبي‮ ‬الوطني،‮ ‬ثلاثة وزراء حضروا للرد على الأسئلة الشفهية،‮ ‬ولم‮ ‬يكونوا على علم أن ظهورهم ذلك سيكون الأخير لهم كأعضاء في‮ ‬حكومة‮ "‬سلال‮ ‬3‮". ‬فبعد أقل من ساعتين من مغادرتهم الغرفة السفلى للبرلمان،‮ ‬أعلن القرار‮ "‬لا وجود لبلعيز وتهمي‮ ‬وماحي‮ ‬في‮ ‬الحكومة الجديدة‮".‬
كعادة الطيب بلعيز،‮ ‬جاء أنيقا إلى البرلمان،‮ ‬وأخذ كل وقته للرد على سؤال شفهي‮ ‬متعلق بالزحمة المرورية في‮ ‬العاصمة،‮ ‬وفي‮ ‬بهو المقر التقى الصحفيين،‮ ‬ورد عليهم وبكل أريحية وبلغة عربية فصحى أجاب عن القرار المتخذ من قبله بمنع جمع التبرعات في‮ ‬المسجد،‮ ‬وعن أزمة الحزب العتيد،‮ ‬أما زميله في‮ ‬الحكومة،‮ ‬خليل ماحي،‮ ‬الذي‮ ‬رد في‮ ‬مكان سلال فلم‮ ‬يكن‮ ‬يعلم،‮ ‬أنه قد رفض التمديد له في‮ ‬منصبه‮. ‬والحال تقريبا كانت مع وزير الرياضة،‮ ‬محمد تهمي،‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يجهل قرار تعيينه في‮ ‬الحكومة سابقا عندما كان‮ ‬يرأس مصلحة أمراض القلب بمستشفى تيزي‮ ‬وزو‮.‬
وهنالك في‮ ‬بجاية،‮ ‬التي‮ ‬وصلتها وزيرة البيئة دليلة بوجمعة في‮ ‬زيارة رسمية،‮ ‬لكن الوزيرة‮ "‬السابقة‮" ‬وصلتها الأخبار‮ "‬المزعجة‮" ‬بأنها لم تعد وزيرة،‮ ‬فما كان منها سوى قطع الزيارة والعودة إلى البيت‮. ‬نصيب النساء من التعديل والإبعاد كان مشابها فزميلتها نورية زرهوني‮ ‬التي‮ ‬كان مفترضا أن تفتح الصالون الدولي‮ ‬للسياحة،‮ ‬لكن الإبعاد وصلها حتى قبل أن تفتح الصالون وتنشط ندوة صحفية‮.‬
الإثارة في‮ ‬طريقة الإخطار بانتهاء الاستوزار،‮ ‬شملت كذلك وزيرة الثقافة نادية لعبدي‮ ‬التي‮ ‬كانت كل المؤشرات تؤكد ذهابها،‮ ‬وتقول التسريبات إنها قد علمت بالقرار وهي‮ ‬تشاهد خبرا عاجلا عبر فضائية خاصة وهي‮ ‬ببيتها،‮ ‬الطريف كذلك أن للعبيدي‮ ‬صلة بالصحافة حتى عند تعيينها فقد اتصل بها صحفيون مقربون منها وهي‮ ‬في‮ ‬ولاية المدية لحضور وقفة تاريخية للشهيد محمد بوقرة،‮ ‬وكانت تلك الاتصالات للتهنئة بتولي‮ ‬منصب وزيرة الثقافة الأمر الذي‮ ‬استغربت له،‮ ‬كما لا تقل قصة خليفتها‮ ‬غرابة،‮ ‬فعز الدين ميهوبي‮ ‬كان في‮ ‬مهمة خاصة بإمارة دبي،‮ ‬وهنالك بلغه قرار التعيين‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.