على غير العادة، فضل الكثير من رفاق الفقيد علي تونسي، الذين حضروا مراسيم تشييع جنازته أمس بمقبرة العالية، العزوف عن الحديث عن خصال الراحل، ولم يخرج منهم عن القاعدة، سوى المدير العام للحماية المدنية، العقيد مصطفى لهبيري، الذي استرسل في الحديث عن خصال الراحل. مصطفى لهبيري وفي تصريح ل "الشروق" أثنى على شخص علي تونسي مشيرا إلى تفانيه ومسارعته للعمل من أجل البلاد، وقال: "لقد أعطى الراحل علي تونسي من جهده وعمره الكثير للبلاد خلال الثورة التحريرية وبعد الاستقلال". * واسترسل لهبيري "علي تونسي لم يمت على الفراش على غرار الكثير، ولكنه مات وهو في ساحة المعركة، وبفضله تمكنا من بناء جهاز شرطة على قدر كبير من الاحترافية والكفاءة والتنظيم والهيكلة". * ومن بين الشخصيات القليلة جدا التي خاضت في خصال الراحل، أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، الذي قال في تصريح للصحفيين بلغته المعهودة "المعروف لا يعرف"، في إشارة إلى الصيت الذي يتمتع به الرجل، منذ توليه منصب المدير العام للأمن الوطني في منتصف التسعينيات، وكذا تواجده في الدائرة الضيقة لجهاز المخابرات في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، إلى جانب كل من الراحل قاصدي مرباح ووزير الداخلية حاليا، يزيد زرهوني. * وعلى عكس الشخصيتين السالف ذكرهما، جنح كل من قابلتهم "الشروق" إلى التحفظ وعدم الإدلاء بأي تصريح حول المدير العام للأمن الوطني المغتال، وفي مقدمتهم، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، الذي لم يزد عن الترحم على الفقيد، قائلا "أقول لك، الله يرحم الفقيد، وكفى". * الموقف نفسه عبر عنه الجنرال المتقاعد، محمد عطايلية، بالرغم من إلحاحنا على اقتطاف تصريح من رفيق الراحل في الجهاد.. عطايلية وبعد مهلة من التفكير رد علينا "ما انقولك والو يا وليدي"، وكذلك الشأن بالنسبة لعضو المجلس الأعلى للدولة، ورئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، والرجل الثاني في الدولة، رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح. * ورغم التحفظ الذي أبداه الكثير من رفاق الراحل في الدولة حاليا وفي الجهاد سابقا، إلا أن مراسيم الجنازة شهدت حضورا منقطع النظير ومن مختلف الحساسيات الممثلة للدولة والمجتمع، سياسية كانت أو رياضية وحتى فنية.