انتقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الكيفية التي تعاطت بها شرطة مطار أورلي بباريس، مع وزير الاتصال، عبد الحميد ڤرين، ووصف المعاملة ب"العقلية الاستعمارية". وقال سعداني في كلمة ألقاها أمس بمناسبة انعقاد أول اجتماع للمكتب السياسي الجديد للحزب: "يبدو أن مثل هذا التصرف (يقصد شرطة مطار باريس) الذي يعود لمرحلة ما قبل الاستقلال، لازال موجودا عند بعض الشخصيات في فرنسا". وربط المتحدث بين المعاملة التي لقيها وزير الاتصال وبين الموقف الفرنسي الرسمي من الماضي الاستعماري، معتبرا عدم الاعتذار عن سوء معاملة الوزراء الجزائريين في المطارات الفرنسية، امتداد لرفض المستعمرة السابقة الاعتذار عن ماضيها المليء بالجرائم الاستعمارية في الجزائر. وجزم الرجل الأول في الأفلان بأن "الدولة الفرنسية ستعتذر آجلا أم عاجلا للجزائر، وإن لم تعتذر لجيلنا فإنها حتما ستعتذر للأجيال القامة". وعلى صعيد المبادرة السياسية "الجبهة الوطنية" للأفلان، أوضح سعداني أنه سيطرحها الأسبوع المقبل، نافيا أن تكون مشروع صدام مع الحزب الغريم التجمع الوطني الديمقراطي، لأنها "أوسع منها"، لافتا إلى أنها "تدعم الجبهة الداخلية لدرء المخاطر الخارجية التي تتربص بالبلاد، وهي لا تقزم الأحزاب الصغيرة ولا تجعل الأحزاب الكبيرة تسيطر". ونفى سعداني أن تكون مبادرته استنساخا لتجربة التحالف الرئاسي، التي قال إن الزمن تجاوزها، مؤكدا بأن الكثير من الأحزاب أعلن الانخراط فيها، وأشار إلى أن حزبه سوف لن يكون إلا طرفا كغيره من الأطراف التي ستنضم إليها. وتأكيدا لذلك، أكد الرجل الأول في الأفلان أن مقرها سوف يكون بعيدا عن مقرا الأفلان.
وفي سياق آخر، كشف أمين عام الحزب عن مهمات أعضاء المكتب السياسي المنبثق عن المؤتمر العاشر، وهكذا تم تكليف حسين خلدون بالإعلام، والصادق بوقطاية بالتنظيم، ومصطفى بوعلاق بالمنتخبين، ورشيد عساس بالبطاقية والموقع الإلكتروني للحزب، وأحمد بومهدي بالتنسيق مع ولايات الوسط، وحجوج عبد القادر بالعلاقات مع ولايات الغرب، وزحال بالشباب، وعبد اللطيف بوضياف بالطلبة، وماضي جمال بالعلاقات مع البرلمان، وبعجي أبو الفضل بالعلاقات مع الأحزاب، وليلى الطيب بالأسرة، وسليمة عثماني بالمرأة، ومحمد عليوي بالفلاحين والعالم الريفي، وجمال ولد عباس بالمجتمع المدني، وبدعيدة السعيد بالتكوين، ومفتالي يمينة بالتربية.