اتهم علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، النظام السياسي الحالي بالانشغال بحل مشاكله الخاصة والاستماع لما تمليه عليه المصالح الضيقة على حساب مصالح الأمة، منتقدا قانون المالية الجديد الذي قال أن الزمن تجاوزه قبل التوقيع عليه من قبل رئيس الجمهورية في الثلاثين من الشهر الجاري. وقال علي بن فليس الذي تحدث مطولا أمام حشد كبير من أنصاره في قاعة مسرح عزالدين مجوبي بعنابة، أنه يسعى مع إطاراته إلى بناء حزب عصري كبير واعد، يقدم مفهوما آخر للسلطة والحكم، ويكرس أخلاق الممارسة السياسية، مشددا على رفضه أي خطاب متدن أو يمس بسمعة الأشخاص وكرامتهم. وأسهب بن فليس في تشخيص واقع الممارسة السياسية في البلاد، قائلا: أن النظام "يعاني من فراغ، وفاقد لشرعية مؤسساته، وحكومته عاجزة عن إيجاد الحلول للمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط فيها البلاد"، محذرا من الاتجاه نحو وضعية حرجة في ظل الأزمات الخارجية المحيطة بالبلاد. وانتقد بن فليس في معرض حديثه عن قانون المالية، ما أسماه تبديد 800 مليار دولار خلال العشرية الأخيرة في مشاريع غير مجدية، ثم اللجوء إلى حلول تستنزف المواطن ولا تمس بامتيازات أصحاب المال، قائلا بأن "القانون ضد المجتمع والوطن وتنقصه الصرامة والجدية وأنه سيعمق من سوء مناخ الاستثمار في الجزائر أكثر، ويؤدي إلى ارتفاع البطالة". وعن تعديل الدستور، يرى بن فليس أن النظام غير الديمقراطي لا يمكن أن يكتب دستورا ديمقراطيا، وفي رده على أسئلة الصحفيين في الندوة التي عقدها بعد خطابه المطول أمام أعضاء المكاتب الجهوية للحزب، قال بن فليس ردا عن سؤال ل "الشروق" حول جدوى الدعوة إلى وفاق وطني في ظل تشنج الخطاب السياسي وانحداره أخلاقيا في بعض الأحيان، أن ما يحدث له عواقب وخيمة، وهو نتاج "لشغور السلطة"، لكنه لن يحول دون تفاؤله بإيجاد حل توافقي بين أقطاب المعارضة التي مازال يدعوها للتوافق والعودة للشعب ولرزنامة الانتخابات التي يجب أن تجرى تحت مراقبة وتسيير شفاف.
"دخان" في حزب طلائع الحريات بقسنطينة اشتكى أعضاء ومنتمون، لحزب طلائع الحريات، من أوائل المنتخبين السابقين في مختلف المجالس، الذين هجروا الحزب العتيد، وفاء لقائده السابق، علي بن فليس، خاصة خلال عهد عبد العزيز بلخادم من تهميشهم من عضو بالمكتب السياسي لهذا الحزب، وقالوا في تصريحات ل"الشروق"، بأنهم وقفوا إلى جانب زعيم الحزب في السراء والضراء وباركوا برنامجه، المشتكون تحدّثوا عن مادية العضو السياسي، وهددوا بالاستقالة الجماعية مطالبين السيد علي بن فليس بزيارة قسنطينة، لأن آخر اجتماع للحزب في سطيف، وضع حجر أساس العمل قبل أن تنسفه ممثل هذه السياسات حسب المشتكين.