في سادس ليلة من ليالي مهرجان تيمقاد الدولي، حظي الجمهور الحاضر بمدرجات المسرح الروماني الجديد بالمدينة الأثرية، بسهرة فنية تقاسمها طابعان فنيان مختلفان. قدم في قسمه الأول صوت قدم من بلاد في أقصى الغرب والثاني بأصوات نجوم قدموا فنا راقيا وعريقا من أعماق صحراء الجزائر، فكانت البداية بالمشاركة الأولى للجامايكي "جوليان مارلي" ابن الأسطورة ونجم الريغي الراحل بوب مارلي، هذا المطرب الشاب الذي قدم فقرة غنائية تفاعل معها الشباب بشكل خاص، ومثلما صرح به جوليان مارلي قبل اعتلائه الركح فهو يرفض أن يكون نسخة عن والده، فلديه ما يميزه، فقد ظهر الاختلاف واضحا إلى حد بعيد وإن كان الطابع الغنائي هو ذاته في غالبيته، ليبقى التشابه الوحيد بين الابن وأبيه الراحل في الشكل فقط. أما في قسمها الثاني، فقد كانت السهرة مفعمة بعبق الصحراء بامتياز، فكانت البداية بنجمة القناوي سعاد عسلة التي صنعت الفرجة من خلال اختيارها اللون الأبيض لباسا واختارت السلام أغنية قدمتها في مستهل وصلتها فكانت بحق حمامة سلام حلقت بفنها على ركح ثاموقادي. أما ثالث المارين على منصة تاموقادي فكان المطرب القدير معلم مجبر الذي قدم مجموعة مدائح دينية صحراوية قناوية أبرزها "العاشقين لرسول الله"، التي نالت رضىا الحضور إلى حد بعيد. ختام السهرة كان بصوت عميدة طابع القناوي التي هي واحدة من الأصوات التي كانت ولا تزال علامة مسجلة، حسنة البشارية، التي أثبتت من خلال ما قدمته في فقرتها على ركح تيمقاد أنها لا تزال كما يعرفها جمهورها العريض ذاك الصوت الجهوري الذي ينقل عبق الصحراء أينما حل وارتحل، لتختتم السهرة على وقع أغنية قناوية ثلاثية الأطراف من نجوم السهرة كمفاجأة وهدية مميزة منهم للجمهور.
ابنه جوليان يصرح من باتنة: والدي "بوب مارلي "معلمي ولكني لست نسخة منه قال نجم الريغي، ابن الأسطورة العالمي بوب مارلي، إنه سعيد بأول زيارة له إلى الجزائر وبالمشاركة في مهرجان تيمقاد العالمي. وعن مسيرته الفنية، قال جوليان إنه يرى نفسه محظوظا لأنه ابن فنان كبير، ما فتح له الأبواب ليدخل عالم أغنية وموسيقى الريغي منذ كان في الثالثة عشرة من العمر. وردا على سؤال عن تأثير اسم والده على بناء شخصيته الفنية، قال إنه يعتبر والده معلمه وملهمه حتى وإن كان يرفض أن يكون نسخة عنه حتى يصنع لنفسه اسما بارزا مختلفا عن والده الأسطورة العالمية بوب مارلي. ليشير جوليان مارلي في آخر لقائه القصير بالصحافة إلى ذاك الرابط التاريخي والصدفة الجميلة التي تربط بلده جمايكا بالجزائر من خلال تشاركهما في تاريخ الاستقلال 1962.
سعاد عسلة: مهمتي تطوير القناوي في تصريح لها، قالت نجمة القناوي، سعاد عسلة، إنها لا تعتبر نفسها في منافسة مع فناني القناوي المغربي لأن القناوي الجزائري مختلف كثيرا عن المغربي من عديد النواحي. وهي ترى مهمتها الأولى في تطوير وإيصال هذا الطابع إلى أبعد مدى في الساحة العالمية. وفي سياق آخر، قالت إن استعمال الآلات الموسيقية الحديثة في هذا الطابع لا يؤثر في أصل وتراثية هذا النوع الغنائي المتجذر في صحرائنا الشاسعة.