يتفق المتابعون للشأن الزراعي على النجاح الباهر الذي حققته منطقة وادي سوف في زراعة الزيتون، بنوعيه المائدة أو الموجه للعصر، كزيت زيتون خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هناك عدة مشاكل تتهدده، خاصة مشكل التسويق وغياب المعاصر، مما يتسبب في ضياع مئات القناطير من الزيتون. فولاية الوادي التي شهدت نما كبيرا لإنتاج الخضر في السنوات الأخيرة، مما حولها لقطب جهوي ووطني، في عديد المحاصيل كالبطاطا والزيتون الذي عرفت تجربة زراعته نجاحا لافتا، ففي غضون 15سنة من انطلاق التجربة وصلت الولاية إلى رقم قياسي في عدد الأشجار فاق التوقعات، إذ تجاوز عددها وبحسب الإحصائيات الرسمية، عتبة المليون و200 ألف شجرة مزروعة، عبر عديد المناطق الفلاحية الموزعة عبر بلديات الولاية، وبمعدل إنتاج يقارب 20 قنطارا في الهكتار الواحد، في حين لم يكن هذا الرقم يتجاوز 10 ألاف شجرة قبل 15سنة، مما مكن من تحقيق إنتاج تجاوز العشرين ألف قنطار في موسم الجني الماضي. وتعود أسباب إدخال زراعة الزيتون، إلى الوادي للتجارب الأولى التي تمت بنجاح، على مستوى مستثمرة الضاوية التابعة للقطاع الخاص، وتبين بعد التحاليل المخبرية الوطنية والدولية، بأن زيت الزيتون المنتج في وادي سوف، عالي الجودة لنقص نسبة الحموضة فيه. ورغم هذه النجاحات المحققة في زراعة الزيتون، إلا أن مشكلات عديدة تعاني منها هذه الزراعة في الولاية، والتي يأتي في مقدمها تسويقه، حيث مازال المحصول الذي وصل إنتاجه السنة الفلاحية الماضية مستويات قياسية، ويسوق وفق مبادرات ذاتية في السوق المحلية، وبعض أسواق الولايات المجاورة، مما أدى ببعض الفلاحين لتخزينه، أو تحضيره بأنفسهم وبطرقهم التقليدية، ثم بيعه في أواني لاستهلاكه في الوجبات الأغذية، وأضافوا بأنهم لا يستطيعون تحويله إلى زيت، بسبب النقص الفادح في عدد المعاصر في المنطقة، إذ لا تتوفر الولاية إلا على 4 معاصر مشتتة بين بلديات منطقة واد سوف، لازالت لم تغط بعد إنتاج الولاية، إذ ذكر عدد من الفلاحين أنهم اضطروا إلى رمي عشرات القناطير في المزابل بسبب مشاكل تسويق المحصول. وأوضح الفلاحون المهتمون بزراعة الزيتون، والذي يعلقون عليه آمالا كبيرة، في تحقيق أرقام قياسية من إنتاجها على المستوى الوطني، في غضون السنوات الخمسة القادمة، ومقارعة ولايات لها باع طويل في هكذا زراعة على غرار تيزي وزو، بجاية والبويرة، أنهم بحاجة ماسة لدعم الدولة ماديا ومعنويا، من خلال الإرشاد الفلاحي، خاصة خلال مرحلة النمو التي تعد مهمة من أجل إنجاح التجربة أكثر، وتعميمها على باقي ولايات الجنوب، التي تشترك مع الوادي في المناخ والتضاريس. وأشاروا في هذا الشأن، إلى أن مرضا غريبا ظهر على الأشجار من خلال تساقط كميات كبيرة من الزيتون، قبل أن ينضج، ويبدوا أن المشكلة لم تقتصر على ولاية الوادي، بل المنتوج بكل المناطق على المستوى الوطني، وذلك بتواجد فطريات غريبة أتلفت المنتوج هذا العام، خاصة الموجه للعصر والتحويل، أي زيت من نوع شملال الذي يمثل نسبة تفوق 90 بالمائة من إنتاج الولاية، وهو ما استدعى من المديرية الولائية للمصالح الفلاحية للاستعانة بخبراء إسبان، ويبدو أن المشكل حسب الأوساط المتخصصة والمتابعة للموضوع يخص عملية المعالجة الاستباقية لهذه المشكلة من طرف التقنيين للأشجار كون المرض عالمي، لكن استطاعت دول شمال البحر المتوسط أن تتحكم في عملية المعالجة قبل فوات الأوان، بالمقابل تضرر منتوج هذه السنة في مختلف مناطق الوطن، رغم الإنتاج الكبير للشجرة، وكانت أضراره متفاوتة من منطقة لأخرى، فإذا كانت في مناطق بالقبائل الكبرى، قد وصلت نسبة التساقط للمنتوج من الشجرة قبل نضجها 85 بالمائة في بعض المناطق فإن النسبة بولاية الوادي تراوحت بين 40 و60 بالمائة.