فتحت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بششار، جنوبخنشلة، الأحد، تحقيقا أمنيا، بناء على تعليمة نيابية، صادرة عن مكتب النائب العام لمجلس قضاء ولاية خنشلة، حول فضيحة من العيار الثقيل، هزت ولاية خنشلة، تزامنا مع دعوة الحكومة إلى سياسة التقشف. وقد تم اكتشاف عملية تبديد للمال العام، تفوق قيمتها حسب التحريات الأولية، 17 مليار سنتيم، تورّط فيها العديد من مسؤولي الإدارات بالولاية، تتقدمهم مؤسسة لونساج، والغرفة الفلاحية وبنك الفلاحة، إلى جانب مديرية المصالح الفلاحية، بعد أن وجهت إليهم تهمة تبديد المال العام، واستغلال الوظيفة، وسوء التسيير، والتلاعب بالنصوص القانونية، والتزوير واستعمال المزوّر في محررات رسمية، حيث استنطق محققو الشرطة القضائية المتنقلة بششار، كلا من المدير الولائي لمؤسسة لونساج، ومدير الغرفة الفلاحية، ومديري بنك الفلاحة والتنمية الريفية، إلى جانب موظفين من وكالة "لونساج" بفرع ششار، وإطارات بمديرية المصالح الفلاحية، و14 شابا مستفيدا من عقود الامتياز الفلاحي، بصحراء النمامشة، من دون أن يستثمروا دينارا واحدا في الفلاحة، والقائمة مفتوحة حسب مصادر "الشروق". الفضيحة، حسب ما تم تسريبه من ملفها، تعود إلى معلومات مؤكدة، كانت قد تلقتها الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بششار، بخصوص تلاعبات مسّت ملف الدعم الفلاحي بالمنطقة الجنوبية، وتحديدا صحراء النمامشة، بعد أن شهدت في العديد من المرات احتجاجات عارمة، بسبب تعطل عمليات التسوية، حيث تحرّت الفرقة في الموضوع لتكتشف 14 استفادة مشبوهة من خلال مشاريع وهمية عن حقول وتربية أبقار على الورق فقط، لشباب من بلديات خنشلة مستفيد من الدعم الفلاحي، في إطار الامتياز الفلاحي ومحيطات الصحراء، سوّيت ملفاتهم دون البقية من المستفيدين البالغ عددهم 1800 شاب، قبل أن تطفو إلى السطح فضيحة استفادة الشباب ذاته من قروض "لونساج"، بقيمة مالية بلغت 17 مليار سنتيم، بعد أن تم خارج النصوص القانونية، الاستفادة من قروض، عن طريق فتح سجلات تجارية، رغم امتلاكهم بطاقة فلاح، وذلك بتواطؤ حسب المحققين من المتهمين سالفي الذكر، وقد تمكن الشباب عن طريق هذا التلاعب من الاستفادة من مشاريع وهمية كمشتلة فلاحية، حوض مائي.. وتبخرت الأموال في أمور أخرى غير فلاحية. وقد نجح المحققون في كشف تبديد أموال عمومية ضخمة في القضية، التي لا تزال التحريات متواصلة بخصوصها وسط سخط كبير لدى ممثلي المجتمع المدني، وبقية الشباب المستفيد الذي تعطلت مشاريعه منذ سنوات، من دون أن ترى النور.