بعد تقديم الجلسة العلمية الثالثة والأخيرة، اختتمت زوال الجمعة، فعاليات الملتقى الدولي الحادي عشر "سيدي عبد الجبار التجاني" الموسوم "البعد الصوفي والتحديات المعاصرة" الذي جرى تحت رعاية رئيس الجمهورية، وحضره وزير الشؤون الدينية والأوقاف. وقد خلص المحاضرون إلى عدد من التوصيات، بينها العناية بالتراث الصوفي نشرا وتحقيقا ودراسة، والعمل على إبراز دور الجزائر والزاوية التجانية في ترسية وضمان التواصل بين الأجيال في إطار الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتمديد جسور التواصل بين الجامع والجامعة وبين الزاوية والمعاهد العلمية من أجل ترقية التحصيل وتأصيله، مع الحث على نشر التصرف السني بين شباب الأمة وأفرادها والتركيز على تنشئة السباب على التربية الصوفية لتنمية خلقه ومواقفه وحبه لدينه ووطنه وتاريخه، فضلا عن ضرورة إنشاء مجلة تهتم بقضايا الشباب والمجتمع وكذلك بالجانب الإعلامي من أجل نشر سماحة الإسلام ورحمته، وتوسيع دائرة المشاركة ليكون المؤتمر مناسبة لالتقاء أكبر عدد ممكن من المثقفين والمفكرين حول قضايا تهم المسلمين في سائر أنحاء حياتهم. وكان الأستاذ الدكتور حمام زهير من جامعة الجلفة قد أسهب الحديث في محاضرته " الزاوية رؤية جديدة في ظل تحديات تكنولوجيا الإعلام والاتصال"، وأعطى تصورا عاما يعنى بما اصطلح عليه بالزاوية الالكترونية، من خلال دراسة الجانب الاصطلاحي للمجتمع الافتراضي وتنظيم الزاوية وهيكلتها واندماجها في القانون، فضلا عن تبسيط وتوحيد مبادئ المعالجة الالكترونية للمريدين وإدماج المقرر المعلوماتي مع الجامعات والثانويات، ولا يكون ذلك إلا بعد وضع محرك عالمي يكون تحت نطاق وزارة الشؤون الدينية وكذا فتح مواقع تواصل للزاوية مع مريديها. وتحدث الأستاذ الدكتور شتوان بلقاسم من قسنطينة عن دور التربية الروحية في بناء شخصية الشاب المسلم، ومن خلال 15 مداخلة تناول دكاترة سوريا والعراق و موريتانيا والمغرب محاور عدة حول مواضيع تهتم بمفهوم التصوف وأبعاده الروحية والتصوف في تحقيق الحصانة الفكرية وتفعيل الأمن الوطني ودور المتصوفة في الحفاظ على المسجد الأقصى، والتصوف صمام أمان ضد الأفكار المتطرفة، وأثر التصوف في معالجة الفراغ الروحي للأمة وغيرها.