ابن مدينة وجدة الحدودية مع الجزائر، يتقمص الأدوار بحس فني راق، شارك في مسرحيات كثيرة منها "مسعود" و"شتاء ريتا الطويل" لمؤلفها محمود درويش، و"حلاق درب الفقراء" وغيرها. سينمائيا ودراميا برز في فيلم "الصوت الخفي" للمخرج كمال كمال... وفي الفيلم القصير "غودباي سينما" لمدا الغزواني. وظهر في "غضب" لمخرجه نور الحق آية الله، كما أدّى شخصية صياد متشائم، ومثلّ في"القضية فالطاكية" للمخرج هواري غباري، وفيلم "الشرف" للمخرج عبد الإله بدر. إنّه الممثل المغربي الشاب محمد حميمصة متحدثا في لقاء مع "الشروق" عن دوره في "مسافة ميل بحذائي" وواقع السينما ببلاده والمغرب العربي وحلمه السينمائي. حدثنا عن دورك في فيلم "مسافة ميل بحذائي" للمخرج سعيد خلاف؟ تقمّصت الدور الرئيسي الثاني في "مسافة ميل" بعد الرئيسي لأمين ناجي بطل الفيلم عن دوره "سعيد"، حيث أديت شخصية مصطفى صديق سعيد، الطفل الذي كان منذ الصغر مدمنا على المخدرات، ترعرع في الشارع وكبر فيه، وجعلته الظروف "شريرا"، لكن يعيش جانبا سعيدا في أحداث الفيلم، لكنه يكتشف أنّه يتسبب في خلق مشكل لصديقه سعيد، غير أنّه بحكم صداقتهما القوية يضحي سعيد من أجل صديقه "مصطفى" والأخير يردّ له الجميل.
بعد تمثيلك في أفلام كثيرة بالمغرب واحتكاك بسينمائيين جزائريين وعرب، كيف ترى واقع صناعة السينما في بلادك والعالم العربي؟ عن الفن السابع في المغرب خصوصا والعالم العربي عموما، يمكنني القول "الحمد لله"، السينما تسير بصورة حسنة وهي بخير، من خلال التجارب الكثيرة المختلفة التي قام بها سينمائيون كبار ويسير على خطاهم شباب موهوب، بحيث يقدمون تجارب جميلة سيكون لها أثر جميل في المستقبل، وستقدم سينما جيدة ومميزة يمكن المنافسة بها على المستوى العالمي.
المغرب يدعم السينما من خلال صندوق الدعم، حيث تنتجون أفلاما عديدة في السنة في الروائي الطويل والقصير؟، هل تطمحون إلى بلوغ أرقام كبيرة لاسيما وأنّه لمنح الفنان "بطاقة المخرج" والدعم يجب عليه كتابة وإنجاز 3 سيناريوهات "أفلام"؟ صحيح لدينا إنتاجات كثيرة تدخل في صناعتها شرطات خاصة، بالإضافة إلى صندوق الدعم المغربي الممثل في المركز السينمائي الذي يدعم المخرجين الشباب في الأفلام الطويلة والقصيرة، لكن أشير فقط إلى أنّ الأفلام الثلاثة القصيرة تتعلق بمسيرة ثلاث سنوات أو أكثر حتى يتحصل على بطاقة الإخراج ولا يتعلق الشرط بسنة واحدة، بالمقابل الأهم في هذا المشروع هناك أفلام لا بأس بها يمكن المشاركة بها في المهرجانات العربية والدولية وهي تجارب قوية.
لا تزال قضية الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب تطرح في الإعلام، لكن سينمائيا غائبة، لماذا برأيك؟ بالنسبة لقضية الحدود، أتحدث من منطلق فني، فنتمنى مستقبلا أن يتم إيجاد حلّ لهذا المشكل بين الجزائر والمغرب سياسيا، لكن ما أودّ قوله إنّه على الصعيد الثقافي والفني هناك تعاون كبير جدا بين الجزائر والمغرب، فضلا على العلاقات الطيّبة بين فناني ومثقفي البلدين، وهذا ما يدلّ على انعدام الاختلافات والفوارق بين الشعبين والتواجد في الجزائر بالنسبة للمغربي أو تواجد الجزائري في المغرب تجسده الأخوة والصداقة والحب والاحترام، أو بمعنى آخر نحن بلد واحد. وفي هذا الصدد أطمح إلى سينما مغاربية توحّد ما بين الشعوب والتي من خلال أفلامها ننافس عربيا ودوليا.
هل هذه زيارتك الأولى إلى الجزائر؟ لا، هذه زيارتي الثانية بعد تلك التي قادتني إلى ولاية سطيف في إطار "المهرجان الدولي لأيام الفيلم القصير"، حيث كرمني المهرجان وكانت مشاركتي شرفية بفيلم قصير، حيث شعرت أنني في بلادي، وسعيد بالزيارة الثانية إلى وهران والمشاركة في مهرجان الفيلم العربي والحمد لله أحسّ أنني في بلدي ومع إخوتي.
كلمة عن الجزائر باختصار؟ بلد رائع، شعبه طيب، وفنانوه رائدون في ميدان السينما. أتمنى التوفيق للجزائر وشعبها، كما أتمنى أن تتوحد الشعوب العربية كافة.
ما هي آخر المشاريع التي تحضر لها؟ بعد "مسافة ميل بحذائي"، صوّرت فيلمين طويلين من خلال أدوار قوية في العملين وأتمنى أن يشاهدهما الجمهور قريبا ويشاركان في مهرجانات الجزائر. فبالنسبة لأولّ فيلم بعنوان "جمال عفينة" للمخرج الفرانكو إيطالي ياسين ماركو وبطله ممثل تونسي، لكن الثاني لم يتحدد العنوان لأننا لم نكمل التصوير فيما يخص الشق الخاص بي.