يعاني سكان قرية الجديدة التابعة لبلدية الدبيلة الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية من ولاية الوادي من مشاكل عديدة أثرت على حياتهم، والتي أهمها الانعدام التام للمياه الصالحة للشرب في القرية والعزلة التي يعيشها أهالي القرية بسبب عدم وجود خط للنقل منها وإليها. وكشف عدد من سكان القرية التي تعد واحدة من أشهر التجمعات السكانية في الولاية، كونها شهدت معركة هود شيكة، والتي تعد واحدة من أعنف معارك حرب التحرير على مستوى الجنوب الجزائري، أنهم ورغم ذلك مازالوا يعانون من مشاكل عديدة، والتي على رأسها معاناتهم من العطش، وذلك منذ سنوات طويلة وتزيد المشكلة حدة مع حلول موسم الحر، حيث تشهد المنطقة هذه الأيام ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، وهو ما أجبرهم على نقل وتحويل المياه على ظهورهم من مناطق بعيدة تحت أشعة الشمس الحارقة، معرضين أنفسهم لضربات الشمس، التي لا يحجبها عنهم سوى قبعات مصنوعة من سعف النخيل أو قطع قماش، وهو الأمر الذي زاد من صعوبة الحياة اليومية لهؤلاء السكان. وأوضح عدد من سكان القرية ل"الشروق"، أن حرمانهم من المياه الشروب، يأتي في الوقت الذي كانت قد أنشئت فيه الشبكة التي من المفروض أن يتم من خلالها تزويد مساكن القرية بهذه المادة الحيوية ومنذ زمن بعيد، غير أن حنفيات مازالت خالية من أي قطرة من الماء، لتظل الشبكة مجرد أنابيب لا طائل من وجودها في أرض قريتهم على حد تعبيرهم. ويشير السكان إلى أن مشكلة العزلة والتهميش التي يعشونها على الدوام جراء انعدام النقل الذي لا وجود له بالقرية، جعلهم منعزلين عن العالم الخارجي، ويعود سبب عدم وفرة وسائل النقل العمومي، حسبهم، إلى الانعدام التام للمسالك والطرق التي من شأنها أن تفك عنهم هذه العزلة، التي حرمتهم من التواصل مع العالم الخارجي، حيث أبدى هؤلاء أملهم في الظفر بالتفاتة من طرف المسؤولين والجهات المعنية، خاصة وأن الجديدة تحيي هذه الأيام ذكرى معركة هود شيكة التي استشهد فيها البطل حمه لخضر، ودعوا إلى العمل على تخفيف معاناتهم، وتوفير حياة كريمة لهم. وأوضح عدد منهم أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على التنقل عن طريق سيارات "الكلونديستان" إلى عاصمة البلدية، ومدينة الوادي، لقضاء حوائجهم، ووجهوا نداء إلى السلطات قصد تسهيل المهمة على شباب القرية للحصول على حافلتين في إطار برامج دعم تشغيل الشباب لتتكفل بنقلهم. وفي معرض رده على انشغالات سكان قرية الجديدة، اعترف مصدر مسؤول من بلدية الدبيلة التابعة لها إداريا، بوجود أزمة تزود بالمياه الصالحة للشرب بالقرية، وأضاف بأن عددا مهم من المساكن لا تصلها المياه، مرجعا السبب إلى تناثر السكنات، إذ تتجاوز المسافة بين المسكن والآخر الكيلومتر في بعض الحالات من جهة، والاستغلال الذي وصفه ب "غير العقلاني للمياه "التي يستخدمها عدد من الفلاحين للسقي في مزارعهم من جهة أخرى، غير أن ذات المتحدث أكد أن مصالح البلدية تعمل على رسم حلول استعجالية، من شأنها أن توفر المياه لكافة سكان القرية عما قريب، وذلك من خلال صيانة وإعادة تهيئة الشبكة الموجودة وإعادة برمجة توزيع المياه من جديد وبشكل يضمن توفير هذه المادة للجميع على حد تعبيرها. أما فيما يخص مشكل العزلة وعدم توفر خطوط للنقل في القرية وانعدام المسالك، فأكد ذات المصدر برمجة دراسة تخص بالتهيئة الحضرية، والتي من خلالها سيتم توفير مسالك فلاحية وطرق حضرية تصل إلى غاية القرية، والتي من شأنها أن تفك العزلة عن أهلها في المستقبل القريب.