طالبت اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الانسان وحمايتها، الأربعاء، السلطات بالتحرك لوقف ظاهرة استغلال الأطفال في التسول من قبل المهاجرين الأفارقة واللاجئين السوريين بعد الإنتشار الكبير للظاهرة في الشوارع والأماكن العامة. وأكدت المنظمة في بيان لها أنها "تقف مذهولة جراء استعمال المواطنين والمهاجرين الأفارقة والرعايا السوريين للأطفال في سن الدراسة وكبار السن والرضع لاستمالة الناس في جمع المال من خلال اللجوء للتسول أو شبه البيع لمختلف المنتجات (مناديل الورق والكتيبات الدينية وغيرها)". واعتبرت اللجنة أن هذه الممارسة "تتعارض مع تدابير الاتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الطفل لاسيما المواد 24, 29, 31, 32, 36 والميثاق الإفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته في مواده 03, 11, 12, 13, 14, 15, 29 والدستور في مادتيه 65 و 72". ولهذا الغرض تناشد اللجنة الوطنية السلطات العمومية بضرورة "تكثيف التدابير المتخذة للحد من هذه الظاهرة باستخدام الأطفال والرضع في التسول أو في شبه بيع المنتجات المختلفة على الطرقات العمومية، الأرصفة وأمام المساجد". وتشهد محاور الطرقات وعدة ساحات في المدن وخارجها خلال الأشهر الأخيرة، انتشار ظاهرة التسول باستعمال الأطفال من قبل المهاجرين الأفارقة ولاجئين سوريين بشكل ملفت. ورغم حملات الترحيل التي قامت بها السلطات ومست بالدرجة الأولى المهاجرين من النيجر إلا أن ظاهرة التسول ازدادت اتساعا. وصرحت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، في عدة مناسبات أن اللاجئين الأفارقة والسوريين يرفضون المكوث في مراكز إيواء خصصتها لهم الدولة داخل المدن وخارجها، رغم توفرها على ظروف الإقامة الجيدة . وأوضحت أن هيئتها، ليست لديها السلطة لفرض الإقامة على المهاجرين واللاجئين في هذه المراكز. من جهة أخرى دعت لجنة قسنطيني إلى "اتخاذ جميع التدابير والوسائل الضرورية التي من شأنها تقديم المساعدة اللازمة لهذه الفئة وفقا للاتفاقيات الدولية والجهوية التي صادقت عليها الجزائر مع احترام كرامة الإنسان والتقاليد العريقة للتضامن والعدالة التي تميز المجتمع الجزائري".