انتفاض سكان أكبر حي فوضوي بالسّمار / تصوير: يونس أوبعييش شهدت العاصمة أمس، أكبر حركة احتجاجية منذ بداية عمليات الترحيل إلى السكنات الإجتماعية، حيث انتفض سكان أكبر حي فوضوي بالسّمار وشنّوا الحرب على مئات من قوات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك الوطني عن طريق إضرام النيران والرشق بالقارورات الزجاجية والأحجار والقنابل المسيلة للدموع . لم تتمكّن مصالح الدرك الوطني من إخماد الاحتجاجات التي اندلعت بالحي الرّملي بجسر قسنطينة المعروف بالسّمار في حدود الساعة العاشرة صباحا، حيث تواصلت الإشتباكات الدامية إلى غاية ساعة متأخرة من يوم أمس، ما استدعى تجنيد أفواج بتعداد المئات من قوات مكافحة الشغب المدجّجين بالخوذة والرّاجفات وترسانة من الدّركيين، لتفريق المحتجّين ولم تنفع العصا في ذلك ما استدعى تفجير أزيد من 10 قنابل مسيلة للدّموع على الأكواخ القصديرية . هذا وشكّل المحتجّون جدار من الأطفال والشباب والنساء وحتى الشّيوخ خرجوا للمطالبة بأحقية لترحيل إلى السكنات الإجتماعية، وبصعوبة كبيرة تمكّنت الشروق اليومي من التسلّل إلى موقع الحي الفوضوي بالرّغم من الجدار الذي شكّله الدركيّون معبّئين بشاحناتهم، وبحماية من المحتجّين أنفسهم الذي أعلنوا الهدنة للحظات. قطعنا معبر السكة الحديدية وتوغّلنا داخل الحي الذي يكاد ينفجر من كثرة المشاكل والأمراض والأوبئة، نساء يصرخن و شباب ينادي بأعلى صوتهم "أين نحن من الجزائريين، أزيد من 24 سنة لم نر النور ولم ننعم بحقّنا في جزائر العزة والكرامة"، "عشنا ويلات العشرية السوداء ولا أحد سمع عناّ وانطفأت الحرب الدموية ووصفونا بالإرهاب"، "أية دولة ترضى أن يتحوّل شبابها لمدمنين ومنحرفين يعانقون أسوأ الآفات الإجتماعية؟ عاث فينا المرض والبؤس والشقاء، وتوفي أبناؤنا أمام أعيننا فوق ممر السكك الحديدية، جرفتنا مياه الأودية القذرة ومع ذلك مازلنا في طي النّسيان وبعيدين جدا عن أعين المسؤولين" حاولنا تهدئتهم بأن عملية الترحيل هي على فترات مادامت المصالح المعنية قد أحصتهم، لكنّهم قطعوا الأمل وصرّحوا"إنهم يتلاعبون بنا سوف لن نرضخ لهم وسنواصل احتجاجنا وإن لم نأت بنتيجة فالجبال هي مأوانا المستقبلي" وما إن غادرنا الموقع بأمتار حتى تجدّدت الإشتباكات، وهنا انتهجت مصالح الدرك مخططا واقتحمت الحي عبر أفواج من قواتها، بينما المنتفضون كانوا يرشقون بالحجارة وآخرون بالسكاكين، شنّ أعوان الدرك سلسلة من التوقيفات فاقت حدود 20 شابا وتم اقتيادهم للتحقيق بالضرب والرّكل بالحجارة. كما شهدت حركة المرور شللا وغير أعوان الشرطة مسلك مستعملي الطريق المؤدي إلى السمار على محور الطريق السريع وعلى الطريق الوطني الراّبط بين الحراش وجسر قسنطينة المؤدي إلى البليدة، كما تم إزاحة العجلات المطاطية الملقاة على الطريق، ومع ذلك أغلقت الطريق في وجه مستعمليها وظل الوضع على حاله إلى غاية ساعة متأخرة من يوم أمس.