دعا التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، السلطات الإيرانية، إلى الإفراج عن عائلة زعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، معتمدا أسلوبا يتراوح بين الطلب والتهديد، وذلك بعد أيام على إصدار نجل بن لادن، خالد، رسالة حول القضية. * وقال ما يسمى تنظيم "القَاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، إن عائلة بن لادن "تعيش في ظروف احتجاز غير لائقة"، ودعا من وصفهم ب"عقلاء النظام الإيراني" إلى "مراجعة حساباتهم في هذه القضية"، مهددا بأن عناصر التنظيم "أصحاب كرامة وشرف ونخوة، ومستعدون لأن نفدي الشيخ أسامة وأهله وكل مسلم ومسلمة بأنفسنا وما نملك"! * وأشار التنظيم المسلح في بيان نشرته مواقع إلكترونية، اعتادت على نشر بيانات التنظيمات المسلحة: أنه "تابع باهتمام ومزيج من مشاعر الحزن والغضب المأساة التي تعيشها عائلة أسامة في سجون النظام الإيراني، ومن آخر فصول المأساة فرار أختنا إيمان إلى سفارة الرياض"، وتابع: "نحن نتساءل ما ذنب هؤلاء المستضعفين من النساء والولدان غير أنهم تغربّوا وهاجروا في سبيل الله؟ ألم يكفهم مطاردة الصليبيين لهم وعلى رأسهم أمريكا حتى ينضم النظام الإيراني الذي يزعم أنه إسلامي إلى قائمة المطاردين وحلف المستأسدين على نساء وأطفال المسلمين؟". * واستنادا إلى أسلوب الرسالة التي تحمل تاريخ الأربعاء المنصرم، يتبيّن حسب متابعين تعارضها مع ما أورده خالد بن أسامة بن لادن، في رسالة نشرت قبل أيام على شبكة الانترنت، مع أنها تحمل تاريخ الأول من جانفي الماضي. * وقد وردت تلك الرسالة بأسلوب هادئ، تحت عنوان "من خالد بن أسامة بن لادن إلى مرشد الثورة علي خامنئي"، قال فيها إن "عائلة زعيم القاعدة اضطرت إلى دخول إيران بطرق غير رسمية ومعظمهم من النساء والأطفال بعد دخول القوات الأمريكية إلى أفغانستان". * وكشفت تقارير إعلامية مؤخرا، أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت عائلة أسامة بن لادن، بعد عام من دخولها، وقد قام تنظيم القاعدة "بمراسلة حكومة طهران لمرات عديدة وتوسيط علماء ووجهاء لإطلاق سراحهم متعهدين بعدم رجوعهم إلى إيران"، ولكن ذلك لم يجد نفعاً، وكان خالد بن لادن اعتمد أسلوبا "عاطفيا" في نقل ما تتعرض له عائلة بن لادن في إيران، وقال إن أفرادها "ضربوا وقمعوا وقد وضعوا في مجمعات احتجاز ما أدى إلى انتشار الأمراض النفسية والحسية بين النساء والأطفال". * وكانت قضية وجود عائلة بن لادن في إيران قد ظهرت إلى العلن في ديسمبر الماضي، بعدما نقلت تقارير صحفية لجوء إيمان، ابنة بن لادن، إلى السفارة السعودية في العاصمة الإيرانيةطهران، بعد أن نجحت بالفرار من الحراسة المفروضة عليها، ونقلت تقارير صحفية آنذاك أن إيمان اتصلت بشقيقها عبد الله، المقيم في السعودية، وقالت إنها و5 من إخوانها محتجزون لدى السلطات الإيرانية منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان في نهاية 2001 . * وكان عمر بن لادن أكد في وقت سابق أن ايمان وسعد (29 سنة) وبكر (16 سنة) وإخوانه عثمان (25 سنة) وفاطمة (22 سنة) وحمزة (20 سنة) إضافة الى زوجة بن لادن خيرية (أم حمزة)، موجودون في ايران منذ هروبهم من أفغانستان مع الاجتياح الأمريكي في 2001، مضيفاً أن إخوانه المتزوجين الموجودين في ايران لديهم 11 ولدا. * بيان "الترغيب والترهيب" الذي وقعه ما يسمى بتنظيم "الجماعة السلفية" بشأن ما عُرف بقضية عائلة بن لادن في إيران، هو برأي أوساط مراقبة محاولة من تنظيم "درودكال" ركوب القطار لتعزيز الاعتقاد بأن "الجماعة السلفية" هي فعلا فرع تنظيم "القاعدة" في المغرب العربي وشمال إفريقيا، كما أن البيان هو محاولة أيضا لتليين واستعطاف مواقف بن لادن الذي لم يذكر إلى اليوم "الجماعة السلفية" مثلما فعلها أيمن الظواهري!