ظهر المواطن الإسرائيلي - الذي أعلن اختفاؤه من طرف عائلته بعد إشعارها للخارجية الاسرائلية مساء الأربعاء- حيث أوردت الإذاعة الاسرائيلية صباح أمس على موقعها الالكتروني أن المواطن الذي اختفى في بلد من بلدان شمال إفريقيا، لم يُختطف من طرف تنظيم "القاعدة" وأنه تعذر عليه الاتصال بعائلته طيلة الأسبوع الماضي ليس لأنه كان مختطفا أو موقوفا، وأضافت نفس الجهة أن هذا المواطن الاسرائيلي أكد مغادرته للبد الذي انقطع فيه الاتصال به ويوحد في بلد آخر دون تحديده. * تأتي هذه المستجدات ساعات قليلة بعد تناقل وسائل إعلام خبر اختفاء المواطن الإسرائيلي سواء ما أوردته الصحف الاسرائيلية واستندت إليه الصحف الوطنية والبريطانية التي رجحت احتمال اختطافه من طرف ما يسمى "القاعدة" بعد اختراقه المنطقة بجواز سفر اسباني في مهمة اعتبرتها جهات مثل ما أورته "الشروق" تفاوضية مع "القاعدة" لإطلاق سراح الرهينتين الإسبانيتين، لكن ظهوره المفاجئ حسب ما أوردته الإذاعة الاسرائيلية على موقعها فتح باب التساؤلات والغموض. * ومن بين ما هو مطروح بالنظر إلى ما أوردته الإذاعة الاسرائيلية في أول برقية لها صباح أمس هو أن المواطن المختفي قد ظهر وانه اتصل بعائلته، مؤكدا انه على قيد الحياة ولم يكن مختطفا، وهو يوجد خارج تراب البلد الذي انقطع الاتصال فيه، وانه تم توقيفه واستجوابه من طرف أمن ذلك البلد، لكن سرعان ما سحب موقع القناة هذا الخبر واستبدله ظهر أمس بمقال آخر ورد فيه تكذيب على لسان الخارجية الإسرائيلية لخبر الاختطاف الذي تناولته صحيفة لندنية، مذكرة إلى ما تناولته الصحف الاسرائيلية والمواقع بخصوص القضية. * وجاء في هذا المقال "أوضحت مصادر في وزارة الخارجية انه لا أساس من الصحة لما نشر في صحيفة لندنية حول قيام تنظيم "القاعدة" باختطاف مواطن إسرائيلي في إحدى دول شمال إفريقيا"، وأضاف موقع القناة في المقال: "وأفادت مواقع إخبارية على الانترنيت أن مواطنا إسرائيليا كان يزور إحدى هذه الدول (شمال إفريقيا) قد اتصل الجمعة بأبناء عائلته بعد مغادرته هذه الدولة وأبلغهم بأنه لم يستطع الاتصال معهم خلال الأيام الأخيرة من زيارته هناك". * وما يلفت الانتباه في ما أوردته القناة الرسمية الاسرائيلية عدم ذكر البلد الذي تواجد فيه المواطن الإسرائيلي، لكنها وضعت صورة للمقال تمثلت في الخارطة الجزائرية ولم تورد أن البلد هو الجزائر إلا نقلا على ما أوردته الصحيفة اللندنية. * لكن في ظل هذا التضارب الإعلامي بخصوص قضية اختفاء المواطن الإسرائيلي وأمام انعدام أي تصريح رسمي من أي جهة باستثناء ما تناقلته وسائل الإعلام الاسرائيلية على لسان مسؤولين في الخارجية الاسرائيلية فإن اللغز الذي يطرح بقوة هو لماذا لم يعلن أن المواطن الإسرائيلي حي يرزق ولم يختطف إلا ساعات قليلة بعد تناقل وسائل الإعلام خبر اختفائه، وذهاب البعض للقول أن المواطن الإسرائيلي كان موقوفا من طرف أمن البلد الذي اختفى فيه لاستجوابه بسبب حيازة جواز سفر إسرائيلي. * أما أن الظهور السريع لهذا المواطن بعد أسبوع من الغياب هو احتمال مجيئه للمنطقة "جاسوسا" لإسرائيل، وفي نفس الوقت في مهمة تفاوضية مع تنظيم القاعدة لفائدة اسبانيا التي تتفاوض مع القاعدة لإنهاء ملف رهينتيها. * لكن مصادر كانت تتوقع خروج هذا المواطن من جحره بعد تناول الإعلام لاختفائه وذهبت إلى القول أن فترة غيابه لم تكن سوى مدة مهمة أداها على واحدة من الأراضي التي تأوي القاعدة، وتزامن إعلان اختفائه مع إنهائه لما كلف به وأصبح لزاما عليه الظهور وكمّ الأفواه التي بإثارتها لقضيته ينكشف المستور.