اختلفت وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي في روايات اختفاء رعيتها رغم استنادها جميعا سواء الحكومية وغير الحكومية لمصادر في خارجية إسرائيل فمرة؛ تتحدث عن اعتقال لرعيتها من طرف السلطات الجزائرية نافية اعتقاله من طرف "القاعدة"، ومرة تؤكد مغادرته للبلد الذي اختفى فيه وتعذر اتصاله بأهله لأسباب شخصية مترددة في ذكر البلد صراحة والاقتصار على التلميح الغامض، ومرة يقول إنها وقعت في ليبيا. وألقت هذه التناقضات بالحادثة ككل في بحر التساؤلات والشكوك حول هدف الكيان المحتل وما يخطط له في شمال إفريقيا سيما أنه بلد معروف في شفافيته في التعامل مع اختطاف رعاياها. * هناك من الصحف الاسرائيلية من تناول أمس اختطاف رعيتها في شمال إفريقيا من طرف تنظيم "القاعدة" استنادا لما أوردته صحيفة لندنية ولم تعبأ بتكذيب خارجيتها في تصريح للقناة الإذاعية الرسمية التي أوردت صباح الجمعة في برقية مناقضة لما أوردته نفس القناة بعد الظهر، ففي الصباح قالت إنه اعتقل في بلد الاختفاء في إشارة للجزائر وخضع للتحقيق ثم سرعان ما سحبت الخبر لتعوضه بعد الظهر بمقال جاء فيه أن الرعية اختفى لأسباب "يفهم حسبما ورد أنها شخصية" وأنه فقط لم يتمكن من الاتصال بأهله في بلد الاختفاء ويوجد وقتها خارج هذا البلد. * جريدة "ها آرتس" الإسرائيلية قالت إن الحادثة وقعت في ليبيا ويدعوت أحرنوت قالت إنه اعتقل في الجزائر، وقناة ليبيا الإذاعية نفت الاختطاف ولم تتحدث عن الاعتقال وهناك صحف تبنت ما نقلته الصحيفة اللندنية حول اختطاف الرعية من طرف القاعدة ومنها التي روجت لاعتقاله من طرف السلطات الجزائرية تلميحا. وإلى غاية أمس بقي ما حدث للرعية الإسرائيلي بين اعتقال واختطاف واختفاء عادي حسب وسائل الإعلام الرسمية في تل أبيب استنادا لمسؤولين في الخارجية قالوا إنه غادر البلد الذي اختفى فيه بسبب تعذر اتصاله بأهله دون الإشارة للبلد صراحة. * وحسب عارفين بهذا النوع من التحركات الاسرائيلية، فإن كل ما حدث لا يخرج عن مناورة مجهولة الأهداف والنوايا أشعلت فتيلها وحركتها وسائل الإعلام الاسرائيلية بالنيابة عن حكومتها من خلال مقالات متناقضة ومترددة أحيانا تحمل في طياتها أهدافا من بينها دفع البلد أو بلدان في المنطقة للخروج عن صمته بالنفي أو التأكيد للاعتقال، وجر هذا البلد للدخول في حرب تصريحات تكون هي البادئ فيها سيما وأن خارجية الكيان الصهيوني سارعت إلى تكذيب اختطاف رعيتها "الشبح" من طرف القاعدة لتبقي الاعتقال مطروح سيما وأن القاعدة لم تتبن الاختطاف رغم أن منتديات القاعدة كانت أول من تحدث عن وقوع أجنبي يحمل جواز سفر اسباني في حاسي مسعود بالصحراء الجزائرية بين أيديهم (وهو نفسه ذو جنسية إسرائيلية). * ويبقى التساؤل عن نوايا إسرائيل في منطقة الساحل من خلال ما تعتبره مرة "اختفاء" ومرة أخرى "اعتقالا غامضا"، سيما وأن إسرائيل من البلدان المعروفة بشفافيتها في التعامل مع قضايا اختطاف رعاياها ولا تتعامل معها في السرية أو من خلال التصريحات المنسوبة لمصادر رسمية غير محددة والمستقبل القريب كفيل بكشف النوايا إذا لم تخرج إسرائيل عن صمتها.