خلف الحادث الذي وقع نهاية الأسبوع المنصرم، الذي أدى إلى وفاة تلميذ يبلغ من العمر 9 سنوات، وإصابة قرابة 27 تلميذا، ممن كانوا على متن حافلة للنقل المدرسي، تابعة لبلدية الخضاره بولاية سوق أهراس، بعد انقلاب الحافلة التي كانت تقلهم إلى مقر سكناهم، حالة سخط واستياء كبيرين في أوساط سكان المنطقة عامة وسكان مشتة ام الذياب التي تبعد عن مقر البلدية بنحو 15 كلم. "الشروق" تنقلت صباح الجمعة إلى المنطقة، لنجد بيت أهل الضحية لازال يعج بالمواطنين الساخطين على السلطات المحلية التي حملوها جزءا من المسؤولية بسبب تهميشها مطالبهم المتكررة والمتعلقة أساسا بالحالة المهترئة للطريق الرابط ما بين مشاتيهم والبلدية مركز، حيث كانوا في كل مرة يتلقون وعودا سموها بالكاذبة والزائفة، بالإضافة إلى شكواهم والمتعلقة بضرورة تخصيص حافلات جديدة لنقل أبنائهم، وإعادة الاعتبار إلى الطرق المهترئة، لكن للأسف يكون مصير شكواهم دائما في سلة المهملات. التلاميذ المصابون في هذا الحادث تحدثوا للشروق اليومي بكل حسرة وأسى، بعد وفاة زميلهم التلميذ بلال في مثل هذه الظروف، ووجهوا أصابع الاتهام إلى السائق الذي كان يقود الحافلة بسرعة جنونية، حسب تصريحاتهم، ورغم النداءات التي يطلقها التلاميذ في كل مرة والمتعلقة بتخفيض السرعة، إلا أن هذه النداءات ظل السائق يتجاهلها إلى غاية يوم وقوع الحادث الذي راح ضحيته الطفل بلال، كما أكد أحد التلاميذ الجرحى أن السائق كان يقود الحافلة بسرعة فائقة ويمسك المقود بيد واحدة ويمسك بيده الثانية الهاتف النقال الذي كان يجري به اتصالا، ولم يستفيقوا إلا وهم في المستشفيات. تلاميذ آخرون أكدوا في تصريحاتهم للشروق أن السائق كان كثيرا ما ينزلهم في منتصف الطريق، إذا ما طالبوه بخفض السرعة، ليكملوا السير إلى منازلهم راجلين. شقيق الضحية بلال التوأم يضيف وهو في صدمة أن عددا من زملاء شقيقه سقطوا عليه وأيضا أصابوه بجروح جراء انكسار زجاج النوافذ عليهما، ما تسبب في مقتله، مؤكدا هو أيضا أن السائق كان يقود الحافلة بسرعة جنونية. وكشف للشروق أن شقيقه التوأم كان يريد أن يكون طبيبا في المستقبل من أجل أن يداوي أهل بلدته الذي يرى أنهم مهمشون. السكان من جهتهم، حملوا المسؤولية للمنتخبين المحليين الذين يسجلون في كل مرة غيابهم، معبرين عن سخطهم الكبير بسبب ضعف الخدمات الصحية وانعدام أدنى شروط العيش الكريم التي تضمن حياة كريمة لسكان المناطق الريفية خاصة بعد تحويل التلاميذ الجرحى إلى مستشفيات مجاورة وحتى إلى عاصمة الولاية، ورغم الاهتمام الذي أولته الدولة للمناطق الحدودية إلا أنهم لازالوا في زمن التهميش و"الحقرة" حسب تعبيرهم، حيث طالب الجميع والي الولاية بضرورة فتح تحقيق معمق للوقوف على هذه الأوضاع الخطيرة.