عثر العمّال المكلّفون بأشغال الحفر والتهيئة في ورشة إنجاز الطريق السريع الاجتنابي الرابط ما بين مؤسسة ميناء وهران والطريق السيّار شرق، غرب، الخميس، على تمثال ضخم طوله حوالي 3 أمتار مدفونا تحت أطنان من الأتربة بعمق حوالي 10 أمتار. يتمثّل التمثال في مجسّم لرجل يحمل كتابا بيمينه، حيث تفاجأ العمّال بوجود كتلة صلبة غريبة أثناء أشغال الحفر، ليقوموا باستخراجها بعناية حفاظا على عدم تحطيمها، ظنّا أنّها قطعة أثرية ذات قيمة تعود إلى قرون قديمة، وتمّ مباشرة بعد استخراجها إعلام الجهات المعنية بحماية التراث وعلم الآثار ومصالح متحف أحمد زبانة بالولاية، من أجل القيام بالتحقيقات اللازمة للتعرّف على قيمة هذا المجسّم، إلاّ أنّ المعلومات الأوّلية حسب التحقيقات التي أجراها مختصّون وحسب تصريح مدير متحف أحمد زبانة السيد صالح أمقران، فإنّ التمثال ليس ذو قيمة أثرية هامّة وإنّما مجرّد مجسّم مصنوع من الإسمنت يعود على الأرجح لسنوات الثمانينيات، ويكون أحد التماثيل المنصوبة على مستوى محاور الدوران، وقد تمّ التخلّص منه في ظروف غامضة في هذا المكان الذي يعتبر مفرغة قديمة للنفايات، ومع مرور السنوات تمّ ردمه بأطنان الأتربة والحجارة. وقد أثارت هذه الحادثة استغرابا لدى سكّان الولاية وبلبلة واسعة مرفوقة بالإشاعات، ما بين من صدّقوا أنّ التمثال قطعة أثرية قديمة تعود إلى العهد الاستعماري أو الاسباني أو ما قبلهما، ذو قيمة مالية وذهبوا إلى الترويج إلى وجود قطع مماثلة بباطن المدينة وما جاورها، مستندين إلى حادثة وقعت مؤخّرا على مستوى المستشفى الجامعي أين تمّ العثور على نفق مهيّأ تحت إحدى المصالح الاستشفائية أثناء أشغال الحفر، حيث تشجّع هذه الشائعات بعض المواطنين على القيام بالبحث عن القطع الأثرية أو ما يسمونه بالكنوز المدفونة، لكنّ تصريحات مدير المتحف أكّدت أنّ التمثال كان منصبا على مستوى محور الدوران في سنوات ماضية، وهو ما يثير جدلا آخر حول مصير التماثيل والمجسّمات التي ينفق عليها الملايير من أجل تزيين المدينة ثمّ ترمى على مستوى المفرغات العمومية، خصوصا وأنّ التمثال الذي تمّ العثور عليه يحمل قيمة رمزية كون أنّ مجسّم الرجل يحمل كتابا، وهو ما يحمل تناقضا كبيرا إذا كان مصير الكتاب وطلب العلم هو النفايات!.