أوقفت قوات مكافحة الشغب بأمن ولاية عنابة، أول أمس، عددا من عائلات وأهالي الحراقة المفقودين، على مراحل بعرض البحر، من بينهم 21 حراقا تاهوا في عرض البحر بتاريخ ال3 من شهر أكتوبر الفارط، ويرجح أن أمواج البحر قذفتهم نحو اليابسة بمدينة بنزرت التونسية. قامت وحدات الأمن بتوقيف عدد من الأهالي واقتيادهم إلى مقر أمن الولاية للتحقيق معهم وسماعهم، عقب قيامهم بتجمهر غير مرخّص أمام مقر القنصلية التونسية الكائن مقرها بحيّ القمم بعنابة، وقد تنقلت الشروق اليومي إلى عين المكان، ورصدت حشودا بشرية لعائلات حراقة مفقودين، قدمت من مختلف الولايات منها باتنة، سوق أهراس، قالمة وكذا من عنابة، تجمهروا أمام مقر القنصلية مطالبين بالكشف عن مصير أبنائهم الذين وردتهم بشأنهم معلومات مفادها، أنهم ظهروا على شواطئ مدينة بنزرت التونسية، خمسة أيام بعد إقلاعهم من سواحل مدينة عنابة، عقب انطلاقهم من شاطئ سيدي سالم بالبوني، على متن قارب خشبي تقليدي الصنع، وبعد بلاغ من مصالح القنصلية التونسية، تدخلت وحدات مكافحة الشغب وقامت بتوقيف أهالي الحراقة المفقودين. وحصلت "الشروق" على تسجيلات مسربة، مفادها أن عددا من الحراقة الجزائريين المفقودين، موجودون على مستوى المؤسسات العقابية التونسية، ومن بينهم ال21 حراقا المفقودين مؤخرا، ستتم محاكمتهم بتاريخ ال30 من شهر نوفمبر الجاري، بمحكمة مدينة بنزرت التونسية، وكشف الأستاذ حسني بن يوسف المرعي، ملحق بمكتب محاماة بالجزائر، مكلف بمهمة الاتصال والبحث عن الحراقة المفقودين، أنه يحوز تسجيلات مفادها أن الحراقة الجزائريين المفقودين، خلال شهري جانفي وفيفري من عام 2016، وكذا الذين فقدوا بتاريخ ال3 من شهر أكتوبر الفارط، موجودون بسجن البرناغية بتونس، وأن محامية تونسية جمعت معلومات عن القضية، لكنها تراجعت في آخر لحظة، تحت الضغوط. من جهته، نفى مسؤول بالقنصلية صحة هذه المعلومات والتسريبات، واستغرب قيام عائلات هؤلاء الحراقة بالاحتجاج والتجمهر أمام القنصلية التونسية بعنابة، لكون أبوابها مفتوحة دوما لعائلات الحراقة، وسماع انشغالاتهم، وبشأن هذه القضية، كشف أن مصالحه أستقبلت عددا من العائلات بتاريخ ال9 من شهر أكتوبر الفارط، وأرسلت تقريرا للسلطات المختصة التونسية، ولكنها لم تتلقّ ردّا بشأن هذه القضية، مضيفا أنّ ذات المصالح سجلت ستة احتجاجات خلال العام الجاري، وتمكنت من استرجاع 60 حراقا، ظهروا في السواحل التونسية، خلال العام نفسه، وأن سلطات بلاده تتعامل بكل عدل وأمان مع هؤلاء الشباب.