تجمهر، ظهر أمس، بعد صلاة الجمعة، نحو 40 مواطنا أمام مقر القنصلية التونسية بعنابة للاستفسار عن مصير أبنائهم وإخوانهم الحراقة. ويتعلق الأمر ب 8 شباب انقطعت أخبارهم منذ الأسبوع الفارط، لينضم إليهم أهالي ال17 "حراقا" المفقودين منذ ليلة رأس السنة الميلادية، بعد أن بلغ مسامعهم أنهم موجودون بالسجون التونسية. كشف أهالي الحراقة في حديثهم مع جريدة "الشروق" أن المجموعة الأولى المتكونة من 14 حراقا انطلقوا ليلة الجمعة الماضي، من شاطئ سيدي سالم، قبل أن يتعطل محرك القارب الذي كان يقلهم وظلوا لمدة ثلاثة أيام في البحر، أسفرت عن وفاة أحدهم المسمى "عبد المؤيد"، المصاب بمرض السكري، قبل أن تلفظهم الأمواج على بعد 3 كيلومترات من شاطئ طبرقة التونسى، فيما أكدت ذات المصادر أن خمسة منهم تم إنقاذهم من طرف عناصر وزارة الدفاع الجزائرية والحماية المدينة، في حين لا يزال مصير 8 آخرين مجهولا ما جعل أهلهم وذويهم يتنقلون إلى الأراضي التونسية للاطمئنان على فلذات أكبادهم بعد أن أكد لهم شهود عيان وجود أبنائهم بإحدى الثكنات العسكرية الواقعة بين مدينتي طبرقة والكاف التونسية، ما جعلهم يطالبون بالإفراج عنهم. وهو الخبر الذي لم تؤكده القنصلية الجزائرية هناك، ولا السلطات التونسية التي كذبت خبر وجود حراقة جزائريين على أراضيها ما زاد الأهالي حسرة وقلقا، وجعلهم يصرون على المطالبة بتسلم أولادهم أحياء كانوا أم أمواتا، لينضم إليهم أهالي ال 17 حراقا، الذين أبحروا بطريقة غير شرعية ليلة رأس السنة من شاطئ واد بقراط في رحلة بحرية وفشلوا في بلوغ الجزر الإيطالية. من جهتها، أكدت أمس مصالح القنصلية التونسية بعنابة في حديثها إلى جريدة "الشروق اليومي"، أنها لم تتلق أي بلاغ بتوقيف حراقة جزائريين في المياه الإقليمية التونسية، وأنهم تفاجؤوا بعائلات الشباب الجزائريين مجتمعة أمام مقر القنصلية وتطالب بضرورة استرجاع أبنائها . كما أكد نائب القنصل الجزائر بمدينة الكاف في اتصال مع "الشروق اليومي" أن عائلتي الشابين محمد أمين بن صالح مرداسي وبلال سامر تقدمتا الأسبوع الفارط من القنصلية للاستفسار عن مكان وجود ابنيهما، قبل أن تؤكد لهما المصالح ذاتها أن عمليات البحث عن الحراقة المفقودين، لا تزال جارية على قدم وساق لتحديد موقعهم وهوياتهم من خلال تجنيد كل الأجهزة، فيما نفى القائمون على مستشفى طبرقة وجود أي حراق جزائري على مستوى الهياكل الصحية هناك. أما مندوبية معتمدية جندوبة بتونس فنفت جملة وتفصيلا العثور على مهاجرين غير شرعيين بأراضيها، في حين صرح نائب القنصل الجزائري بالكاف في اتصال هاتفي ب "الشروق" بأن وكلاء الجمهورية في تونس باشروا سلسلة من التحريات بهدف العثور على الحراقة المفقودين. وهي التحريات التي لا تزال متواصلة إلى حد كتابة هذه الأسطر .