قام مجموعة من الأحمديين، من مختلف دول العالم، بهجوم غريب على جريدة "الشروق" التي وصفوها "بالصفراء"، وقناتها التي اتهموها "بالمفتنة"، زاعمين أنهما "تريدان أن تثيرا الفتنة والأحقاد ضد الطائفة" التي ظهرت للملأ بشكل لافت في خريف الموسم الحالي، في عدد من ولايات الوطن، وبلغت القضية مختلف المحاكم التي أدانت في اليومين الماضيين، العشرات من أفراد من هذه الجماعة بين الغرامات المالية والسجن غير النافذ، خاصة في محكمتي سكيكدة وعنابة. واتهمت قناة الجماعة بلندن ومواقعها التي استضافت شيخها تميم بودقة، الجزائريين "بالمجتمع الهش الذي تسيّره أفكار الداعية الباكستاني الراحل أبو أعلى المودودي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين المعروف عنه عداءه الكبير للطائفة الأحمدية، لأنه عاش معها في باكستان وفي الهند"، واعتبروا ما قدمته "الشروق" محرّضا، واعتبروا الجزائر من أكثر البلدان التي عانت حسبهم مما سموه الفكر المودودي والإخواني الذي اعتبرته السبب الأول في الإرهاب الذي عانت منه الجزائر في بداية تسعينات القرن الماضي. وقال المتحاملون زورا وبهتانا، إن الإرهاب في الجزائر صنع الحدث والألم قبل ظهور القاعدة وداعش، وادعى المنظرون للأحمدية أن الجزائر لن ينقذها من الإرهاب غير أتباع الأحمدية (..) واعتبروا أنفسهم بصدد تقديم خدمة للجزائر بنشر الأحمدية، وحاولوا أن يقولوا إن ميرزا غولام أحمد هو خليفة وليس نبيا. الفيديوهات المهاجمة ل"الشروق"، التي ظهرت في مواقع الأحمدية، دافعت عن الجماعة بضراوة وقالت إن الجماعة موجودة في أكثر من مائتي دولة، وهم من ينشرون الإسلام في كل بلاد العالم، ويؤمنون بالقرآن الكريم وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وطعنوا في كل الدعاة الجدد خاصة من التيار السلفي، حيث لم يفهموا لماذا قام ضيوف قناة "الشروق" بالاستشهاد بالسلفيين الذين كفّروا الطائفة، ومنهم الشيخ فركوس، واعتبروا ذلك تناقضا صارخا، عندما قال أحد شيوخ الأحمدية: ألا تعلمون يا جزائريين أن الشيخ فركوس يكفّركم، وأنتم تستشهدون بأقواله؟؟ ثم سقطوا في التناقض، عندما استشهدوا بما قاله الشيخ طنطاوي الازهري السابق، الذي قال حسبهم كل من يقول لا إله إلا الله مسلم والطائفة تقول هذا وتحج وتصوم وتحب صحابة رسول الله. وحاول نفس المصدر إخفاء في ما دار في محكمة سكيكدة الذي نقلته جريدة "الشروق اليومي" عن دعوتهم إلى تحطيم ملاعب الكرة، وقالوا إنها من نسج خيال المراسل الصحفي الذي غطى المحاكمة وزعموا أن الوزير الأول الباكستاني الذي كان أحمديا في خمسينات القرن الماضي، كان يدافع عن الجزائر التي زعموا أنها "هشة وقابلة لأن تعود إلى الإرهاب".