استمعت الضبطية القضائية بالأمن الحضري الخارجي صالح بوالشعور في سكيكدة، الثلاثاء، إلى ممثل مديرية الشؤون الدينية لولاية سكيكدة، التي تأسست كطرف مدني في قضية شبكة الطائفة الأحمدية التي تم ضبطها نهار الجمعة من نهاية الأسبوع الماضي، على مستوى فيلا لأحد الأشخاص بذات المنطقة. وجهت إلى الموقوفين تهم تتعلق بإقامة صلاة الجمعة دون ترخيص في مكان غير مرخص، إضافة إلى التورط في دفع اشتراكات مالية إلى جهات أجنبية، حيث إن كل عنصر كان يدفع 6.5 بالمئة من مداخيله الشهرية إلى الجماعة، وبالنظر إلى أن أغلب المعنيين الموقوفين في هذه الشبكة عبارة عن فلاحين كبار بمنطقة الحروش وعيون بوزيان وصالح بوالشعور في سكيكدة، فإن الاشتراكات يرجح أن تكون مبالغ ضخمة تم صبها في حساب مؤسسات أجنبية، تزعم أنها تتولى نشاط عناصر الطائفة الأحمدية وترعى مصالحهم وتقودهم عبر العالم. وبحسب مصادر "الشروق"، فإن مصالح الأمن شرعت في استدعاء المتهمين الواحد تلو الآخر للاستماع إلى تصريحاتهم وشهاداتهم حول هذه القضية التي اعتبرت سابقة فريدة وخطيرة من نوعها بالولاية. وأضاف ذات المصدر أن قائمة المعنيين بهذه الشبكة، ارتفعت من 18 شخصا تم ضبطهم في صلاة الجمعة لنهاية الأسبوع الماضي، إلى 24 عنصرا، وذلك بعدما تم العثور على دفتر اشتراكات خاص بعناصر هذه الطائفة، على مستوى موقع ضبطهم، يضم أسماء ب24 شخصا، ينحدرون من مختلف ربوع الولاية، معنيين بدفع الاشتراكات الشهرية، إلى الخليفة المزعوم ميرزا مسرور أحمد، الذي يقيم في العاصمة البريطانية لندن، ويدير قناة فضائية تبث من العاصمة لندن، تعنى ببث دروس ومواعظ دينية حول المفهوم العقائدي للطائفة القاديانية الأحمدية، وتتكفل الخلافة المزعومة للطائفة الأحمدية التي تنتشر عبر نحو 170 دولة في العالم ، ومنها إسرائيل، بجمع التبرعات والاشتراكات من أتباعها عبر العالم، قبل أن تقوم بإعادة استغلالها واستثمارها في مجال التبشير وإقناع وإغراء المئات بالانضمام إليها، وتعمد إلى تمكين زعمائها الموجودين في مختلف النقاط من أموال ضخمة، كما حدث في سكيكدة، عندما رصدت مصالح الأمن ومفتشيات مديرية الشؤون الدينية مظاهر الثراء المفضوح والسريع على عناصر هذه الطائفة الذين ظهروا منذ نحو عامين عبر إقليم البلديات الجنوبية لولاية سكيكدة، حيث كانت مظاهر الثراء تستعمل لاستدراج ضعاف العقول، وإيهامهم بأن الانتساب إلى الطائفة سيفتح عليهم أبواب الغنى، فضلا عن إيهامهم بتمكينهم من الهجرة إلى مختلف دول العالم، وبأنهم يتمتعون بحماية ورعاية خاصة من الخلافة الوهمية لعناصر هذه الطائفة. وكانت مصالح مديرية الشؤون الدينية لولاية سكيكدة، بحسب مصادر خاصة ل "الشروق"، قد رفعت تقريرا مفصلا إلى الجهات الأمنية وقدمته إلى المجلس الأمني للولاية، منذ نحو عام تقريبا، يتضمن أسماء وأماكن نشاط أتباع هذه الطائفة، وكذا أسماء بأتباع الطائفة الشيعية بالولاية، التي يقودها بيطري ينحدر من بلدية سيدي مزغيش جنوبي الولاية سكيكدة، وقالت مصادر "الشروق"، إن مصالح الأمن ظلت تراقب عناصر الطائفة الأحمدية، إلى أن تمكنت من رصد مكان لقاءاتهم واجتماعاتهم السرية وكذا مكان إقامتهم لصلاة الجمعة، التي تبين أن خطبها ودروسها تأتيهم من العاصمة لندن أحيانا مكتوبة، وأحيانا أخرى مرئية ومسموعة ويتم الاستماع إليها في توقيت صلاة الجمعة، وتتضمن في الأساس حديثا حول ضرورة الإيمان والتشبث بعقيدة الشيخ ميرزا أحمد غلام، مؤسس هذه الطائفة، الذي يعتبرونه نبيا جاء بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، لذا فإن أتباع هذه الطائفة عبر العالم خليط من المسلمين والمسيحيين واليهود، وتجدر الإشارة، إلى أن توقيف 18 عنصرا من أتباع الطائفة الأحمدية نهاية الأسبوع المنصرم بولاية سكيكدة، قد خلف تساؤلات محيرة في أوساط الشارع المحلي بصالح بوالشعور وولاية سكيكدة، الذين استغربوا كيفية تسلل عقيدة هذه الطائفة إلى عقول هذا العدد الكبير من الأتباع بولاية سكيكدة، ولا تزال هذه القضية حديث العام والخاص بمنطقة سكيكدة المعروفة بكونها إحدى قلاع الإسلام والوطنية بالجزائر.