صعدت أسعار النفط في تداولات مضطربة، الأربعاء، قبيل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في وقت لاحق اليوم، حيث تحاول الدول الأعضاء التوصل لقرار بشأن خفض الإنتاج للسيطرة على تخمة المعروض النفطي التي تسببت في انخفاض أسعار النفط بأكثر من النصف منذ عام 2014. وارتفع سعر مزيج برنت في المعاملات الآجلة دولارا أو ما يوازى اثنين بالمائة إلى 47.40 دولار للبرميل، إثر تصريح مندوب العراق لدى أوبك بأن المنظمة ستتوصل إلى اتفاق بشأن الإنتاج في اجتماع اليوم، وزاد خام غرب تكساس الوسيط 29 سنتا أو 0.6 بالمائة إلى 45.52 دولار للبرميل. وقال تجار، إن الأسواق يسودها التوتر وإن الأسعار قد تتأرجح بشكل حاد في أي من الاتجاهين، بناءً على التطورات في اجتماع أوبك الذي يعقد في فيينا. وصدرت تصريحات متفائلة في اللحظات الأخيرة قبل الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، الأربعاء، في حين قال مصدر إن الوثائق المعدة للاجتماع تقترح خفض إنتاج المنظمة بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا من مستويات أكتوبر الماضي. وتقترح الوثائق أيضا أن تخفض السعودية إنتاجها إلى 10.07 ملايين برميل يوميا من مستويات أكتوبر البالغة 10.54 ملايين برميل يوميا، وأن تثبت إيران إنتاجها النفطي عند 3.79 ملايين برميل يوميا، وفق ما قاله المصدر. وفي سياق التصريحات الإيجابية، عبر وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه عن تفاؤله قبيل الاجتماع، وقال إن إيران لم تتلق طلبا لخفض إنتاجها عن مستوياته الحالية. وعبر مندوب العراق لدى أوبك أيضا عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق في هذا الاجتماع. وانخفض النفط أربعة بالمائة تقريبا في الجلسة السابقة بسبب خلافات بين السعودية وإيرانوالعراق بشأن تفاصيل الخفض المرتقب في الإنتاج، وبالرغم من الخلافات ما زال غالبية المحللين يتوقعون التوصل لاتفاق ما. وتقاوم إيرانوالعراق ضغوطا من السعودية لخفض الإنتاج، ما يجعل من الصعب على المجموعة التوصل لاتفاق. وتوصلت أوبك التي تنتج ثلث النفط العالمي لاتفاق مبدئي في الجزائر فى سبتمبر لخفض الإنتاج إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا من مستواه الحالي عند 33.64 مليون برميل بهدف دعم الأسعار. وقالت أوبك، إنها ستستثنى إيران وليبيا ونيجيريا من خفض الإنتاج بسبب تضرر إنتاجها نتيجة اضطرابات وعقوبات. وكانت أسعار النفط انخفضت في تعاملات، الثلاثاء بنحو 4 بالمائة بسبب شكوك في إمكانية إبرام اتفاق بين أعضاء أوبك، وهذا هو أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ سبتمبر الماضي. وهذا الاجتماع العادي هو الاجتماع 171 في تاريخ منظمة أوبك، وتترقب أسواق النفط اتفاق المنظمة بشكل حاسم على تخفيض إنتاجها بهدف استعادة التوازن بين العرض والطلب عالميا، وتنتج أوبك أكثر من ثلث كميات النفط في العالم. وتم تغيير موعد افتتاح اجتماع أوبك أكثر من مرة، وفق ما قالته مصادر، وكان من المقرر أصلا أن يبدأ الاجتماع الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش، لكن تقرر إرجاؤه ساعة واحدة، ثم تم العدول عن ذلك. وقال مصدر في أوبك إن الوزراء سيعقدون لقاء غير رسمي الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش قبل الاجتماع الرسمي، ومن المقرر -بحسب جدول أعمال مبدئي نشرته منظمة أوبك على موقعها الإلكتروني- أن تعقد جلسة مغلقة للوزراء الساعة 11 بتوقيت غرينتش، وأن يعقد مؤتمر صحفي الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش.