نفى مصدر أمني جزائري، الثلاثاء، وجود "دليل" حتى الآن، على مقتل القيادي في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مختار بلمختار، في غارة فرنسية جنوبي ليبيا، مثلما نقلت تقارير إعلامية الإثنين الماضي. ونقلت التقارير عن مسؤول أمريكي، لم توضح هويته تلك التقارير، أنه يرجح مقتل "بلمختار" أمير كتيبة "المرابطون" التابعة ل"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، في غارة فرنسية جنوبي ليبيا مؤخرا. أوضح المصدر الذي يعمل على ملف مكافحة "الإرهاب"، وطلب عدم الكشف عن هويته، في تصريحات لوكالة الأنباء "الأناضول"، أنه "لا دليل حتى الساعة، على مقتل المطلوب الجزائري مختار بلمختار في غارة جوية لطائرة فرنسية في ليبيا". وقال إنه "السلطات الجزائرية لا يمكنها اعتبار القيادي البارز في تنظيم القاعدة ميتا، إلا في حالة واحدة هي الحصول على دليل مادي يؤكد مقتله وهو ما يعني تسلم جثته أو على بقايا منها لإجراء تحاليل الحمض النووي عليها". وأشار إلى أن "الجزائر تتعامل بحذر شديد مع المعلومات التي تشير إلى مقتل قياديين في تنظيمات إرهابية، لأنها تعتمد على مبدأ معاينة الجثة أو الاستماع لشهادة شهود شاهدوا الجثة أو حضروا مقتل القيادي، في تنظيم القاعدة (بلمختار)". ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الإثنين، خبرا مفاده أن "بلمختار" قتل في غارة جوية نفذتها طائرة فرنسية جنوب ليبيا، وهي معلومة أكدها مسؤول في "البنتاغون" ورجح هو أيضا مقتله، وفق تقارير صحفية. ولم تعقب السلطات الفرنسية ولا الجزائرية، على تلك التقارير. ومختار بلمختار (44 سنة) ويسمى أيضا "خالد أبو العباس" هو إرهابي جزائري ينحدر من مدينة غرداية ومطلوب لدى العدالة والأمن في أكثر من 10 قضايا متعلقة بالإرهاب. وتتهمه الجزائر وأمريكا بالضلوع في عملية احتجاز رهائن في مصنع الغاز في عين أمناس مطلع العام 2013 حيث انتهت العملية بمقتل 38 رهينة. وقاتل "بلمختار"، نهاية ثمانينيات القرن الماضي في أفغانستان حيث فقد إحدى عينيه وأصبح يسمى (بلعور)، كما التحق بجماعات تسمى جهادية في الجزائر ابتداء من عام 1993. وفي نهاية التسعينيات نقل نشاطه إلى شمال مالي وأسس جماعة مسلحة أطلق عليها تسمية "كتيبة الملثمين"، وبعد ذلك أسس كتيبة "المرابطون" بعد التحالف مع جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا عام 2012. وبايع في عام 2014 أيمن الظواهري وقاتل ضد تنظيم "داعش" في ليبيا. وتم الإعلان عدة مرات في وقت سابق عن مقتل بلمختار، وفي منتصف عام 2015، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها قتلته في غارة جوية ثم تم تأكيد الخبر من الحكومة الليبية في طرابلس، لكن تم نفي الخبر لاحقا. وفي عام 2013، أعلن الرئيس التشادي أن قوات تشادية تمكنت من قتل "بلعور" في موجهات شمالي مالي أثناء عملية تحرير المنطقة من الجماعات الجهادية بالتعاون مع القوات الفرنسية. وأعلن تنظيم "داعش" في ليبيا بداية عام 2016 عن استهداف "بلمختار" بعبوة ناسفة في مدينة درنة الليبية، لكن الخبر نفي لاحقا. وقبل أيام، نفى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، اعتقال أجهزة الأمن شرقي ليبيا زوجة "بلمختار"، بحسب موقع "الأخبار" الموريتاني الذي ينشر باستمرار بيانات هذا التنظيم. وجاء النفي ردا على إعلان "إدارة مكافحة الإرهاب" التابعة للحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في طبرق، شرقي ليبيا إلقاء القبض على زوجة، "بلمختار"، خلال محاولتها التنقل من مدينة لأخرى بالبلاد.