أُعلن الاثنين عن مقتل القيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب مختار بلمختار في غارة فرنسية في ليبيا، وتعد هذه المرة الثامنة على الأقل، التي تنشر فيها معلومات عن القضاء على هذا الإرهابي المبحوث عنه في الجزائر ودوليا خلال العقدين الماضيين. ورجح مسؤول أميركي، أن مختار بلمختار قد يكون قضى في الآونة الأخيرة، في ضربة جوية فرنسية في ليبيا وذلك في تعليقه على معلومات نشرتها سابقا صحيفة "وول ستريت جورنال". ووفق ذات الصحيفة، فإن هذا القيادي في القاعدة، قتل في غارة جوية فرنسية بداية الشهر الجاري جنوب ليبيا، وذلك بعد تنسيق استخباراتي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولم يؤكد الجيش الفرنسي هذه المعلومات لحد الآن، كما أنها جاءت بعد أيام من إعلان توقيف زوجة بلعور، وهي من جنسية تونسية من قبل قوات حكومية ليبية . ونقلت وسائل إعلام أن هذه المرأة، أبلغت المحققين بأن بلمختار على قيد الحياة ويعيش في جنوب ليبيا، لكن تنظيم القاعدة الذي ينشط ضمنه نفى هذه المعلومات في وقت لاحق . ويعد بلعور، من أهم المطلوبين لأجهزة المخابرات الدولية خلال القدين الماضيين، حيث تشير تقارير إعلامية وأمنية أنه ينشط خلال السنوات الأخيرة في الجنوب الليبي قادما إليه من مالي . ويملك هذا القيادي في القاعدة مسارا معقدا وغامضا بين تجارة السجائر والتهريب والنشاط الإرهابي في منطقة الساحل خلال السنوات الماضية. وانشق هذا الإرهابي عن الجماعة الإسلامية المسلحة نهاية التسعينيات، ليلتحق بالجماعة السلفية وينقل نشاطه إلى شمال مالي، أين قاد كتيبة "الملثمون" قبل أن ينشق عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليؤسس جماعة "المرابطون" بعد التحالف مع جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا عام 2012، وعاد مجددا للتحالف مع تنظيم الظواهري خلال الأشهر الماضية. وتبنى تنظيمه، الاعتداء على مجمع تيقنتورين للغاز مطلع العام 2013 . وطيلة سنوات نشاطه الإرهابي في الجزائر آو منطقة الساحل الإفريقي، أُعلن على الأقل ثماني مرات عن مقتله، لكن تلك المعلومات يتم نفيها لاحقا سواء من تنظيمه أو من قبل أجهزة الأمن بعد ظهوره مجددا. وكانت آخر مرة أعلن فيها عن مقتل بلمختار، في نوفمبر 2015 وذلك من قبل فرع داعش في ليبيا، الذي أكد أنه استهدف موكبه في مدينة درنة الليبية بسبب دعمه لجماعة مجلس شورى بن غازي المحسوبة على القاعدة، لكن هذه المعلومات تم نفيها لاحقا. وفي جوان 2015، أعلنت الحكومة الليبية في بيان لها أن "بلمختار قتل في غارة جوية أمريكية في شرقي البلاد، رفقة مجموعة من الليبيين التابعين لإحدى المجموعات الإرهابية شرق البلاد"، لكن هذه المعلومات تم نفيها من قبل تنظيم القاعدة مجددا. وفي شهر ماي من نفس السنة، أعلنت وسائل إعلام أن بلعور قضى في تسمم غذائي في مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا، إلا أن مواقع إخبارية موريتانية، نشرت بيانا نسب إلى مختار بلمختار بعد أسابيع قليلة ينفي فيه مقتله. وفي مارس 2013، أعلنت القوات التشادية المشاركة في العملية العسكرية الدولية شمال مالي بقيادة فرنسا، أنها قتلت بلمختار و28 مقاتلا في جبال إيفوغاس، إلا أن الأخير ظهر في تسجيل جديد لنفي تلك المعلومات. وعام 2004 أعلن تنظيم القاعدة على مرتين مقتل بلمختار في مواجهة الجيش المالي، إلا أن هذه الأخبار تم نفيها فيما بعد، وقبلها عام 1999 نشرت إذاعة باماكو بيانا عن مقتل هذا الإرهابي رفقة 3 من أعضاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لكن المعلومة تبين أنها غير دقيقة بعد ظهوره مجددا في شمال مالي. وكانت المرة الأولى التي يعلن فيها عن مقتل بلعور العام 1995، عندما انتشرت معلومات عن القضاء عليه في عملية للجيش بمدينة المنيعة قبل أن يتم نفي الخبر رسميا بعدها بأيام.