قالت الأممالمتحدة، مساء الخميس، إن 1959 من عناصر القوات الأمنية العراقية على الأقل قد قتلوا في عموم البلاد في شهر نوفمبر الماضي. ويعادل هذا العدد ثلاثة أضعاف عدد القتلى في شهر أكتوبر، عندما بدأت الحكومة العراقية هجومها الكبير لاستعادة مدينة الموصل من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حسب ما ذكر موقع "بي بي سي عربي"، الجمعة. وأشارت إحصاءات الأممالمتحدة أيضاً إلى مقتل 926 مدنياً وجرح 930 آخرين في شهر نوفمبر. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق، يان كوبيش، إن هذا الرقم "صادم". وأضاف "في محاولة يائسة للتشبث بالمناطق التي يسيطر عليها في الموصل ومحافظة نينوى استخدم (تنظيم الدولة الإسلامية) أكثر التكتيكات خبثاً، مستخدماً بيوت المدنيين كمواضع لإطلاق النار، فضلاً عن احتجازهم وتحريكهم بالإجبار، لاستخدامهم كدروع بشرية بفعالية". وأشار كوبيش إلى أن القوات الأمنية العراقية أعلنت أنها تبذل أقصى جهودها خلال الأسابيع الستة منذ بدء هجومها لاستعادة الموصل، لتجنب إيذاء المدنيين، وقد تسبب ذلك في وقوع خسائر إضافية في صفوف هذه القوات. وبدت محافظة بغداد الأسوأ في حصيلة الضحايا بين المدنيين بعد أن استهدفها مسلحو التنظيم المتشدد بسلسلة من التفجيرات الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 152 شخصاً وجرح 581. أما في محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل، بلغت حصيلة القتلى من المدنيين 332 شخصاً وجرح 114 آخرين. ولم تقدم الإحصائيات توزيعاً لحصيلة القتلى في صفوف القوات الأمنية العراقية حسب المحافظات، أو أصناف هذه القوات، إذ تشمل عناصر الجيش العراقي، ورجال الشرطة المحلية في المحافظات وقوات البشمركة الكردية والقوات التابعة لوزارة الداخلية العراقية فضلاً عن ميليشيات الحشد الشعبي. تحذيرات في غضون ذلك، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الهجوم لاستعادة الموصل قد يستغرق شهوراً، ما يعزز زيادة عدد النازحين من بيوتهم من بين نحو مليون ونصف من المدنيين يعتقد أنهم ما زالوا يعيشون في المدينة. وقد نزح نحو 77 ألف شخص حتى الآن، بينما بقي العديدون في بيوتهم، بحسب إحصاءات حكومية عراقية. وقد حذرت الأممالمتحدة، الأربعاء، من أن نحو نصف مليون شخص في الموصل، نصفهم تقريباً من الأطفال، حرموا من الحصول على مياه صالحة للشرب بعد تحطم الأنبوب الناقل الرئيسي لمياه الشرب بسبب القتال. وقد وقع الضرر في الأنبوب في منطقة ما زالت تحت سيطرة مسلحي "داعش"، ما يجعل من الصعب إصلاحه في وقت قريب. وتقوم السلطات العراقية بنقل المياه بخزانات الشاحنات إلى الأحياء الشرقية للمدينة، لكن كميات المياه لا تكفي كل حاجات السكان فيها. وتضيف الأممالمتحدة، أن المدنيين سيضطرون إلى الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة إذا لم تتم إعادة المياه الجارية إليهم خلال الأيام القليلة المقبلة، الأمر الذي سيعرض الأطفال إلى الأمراض الناجمة عن تلوث المياه مثل الإسهال الحاد فضلاً عن خطر سوء التغذية.