بدأ خبراء منظمة الصحة العالمية أمس في جنيف، مناقشة سنة من إدارة وباء انفلونزا "اتش1 ان1"، في ظل تزايد الانتقادات للمنظمة المتهمة بتهويل المرض لمصلحة شركات إنتاج الدواء، بعد ما فرضت تلقيحا جماعيا للأفراد في كل بلدان العالم، الشيء الذي كبّد خسائر فادحة في موازنات الدول. * وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان أمس لوكالة الأنباء الفرنسية، في افتتاح مؤتمر الخبراء بجنيف الذي يضم ممثلين عن 193 دولة أعضاء في المنظمة ومنظمات غير حكومية "نعمل على استخلاص العبر (..) حول طريقة تفاعل المنظمة والمجتمع الدولي مع الجائحة"، مضيفة بخصوص موضوع المؤتمر "نريد أن نعرف ما نجح وما لم ينجح وان نعرف لماذا حصل ما حصل إذا أمكن؟ ونريد أن نعرف ما يمكن تحسينه وكيف؟"، وقالت بصراحة "نريد تقييما صريحا وناقدا وشفافا ومستقلا حول أدائنا". * وأشارت المديرة إلى أن الخبراء سيبحثون خلال الاجتماع في الوثيقة التي تحكم إجراءات الوقاية والتحرك المطلوب في حال وقوع أزمات صحية على الصعيد العالمي، معتبرة أن هذه التدابير خضعت لتجربة قصوى بسبب مرض معد على نطاق واسع، وهي طريقة إدارة الوباء التي انتقدت على إطار واسع، ما اضطر المنظمة إلى تشكيل لجنة تحقيق من تسعة وعشرين خبيرا "مستقلا"، ردا على التهم الموجهة إليها بالمبالغة في شأن خطر الموجة الوبائية بتأثير من مختبرات الصيدلة، حيث دفعت الدول الأعضاء فيها إلى شراء عدد كبير من اللقاحات لم تكن تحتاج إليها، بل واجهت معارضة شرسة من قبل الأفراد الذين رفضوا التلقيح أفرادا وجماعات، رغم التهويل من خطورة المرض وحملات التوعية التي تحمّلت مصاريفها الدول الأعضاء في المنظمة.