حطمت المراكز الحدودية بولاية تبسة، الأربعاء، كل الأرقام القياسية في عدد الوافدين عليها من أنحاء الوطن، رغبة في التنقل إلى تونس، إما للاستفادة من هامش ربح بتحويل العملة الصعبة، أو لقضاء أعياد رأس السنة الميلادية. مصدر من الجمارك أكد أن يوم 28 ديسمبر، كان غير مسبوق في أيام الشتاء على مدار تاريخ هذه المراكز إذ وصل إلى ال 20 ألف مواطن، يتقدمهم مركز بوشبكة في استقبال هذه الأمواج البشرية، ثم رأس العيون، والمريج، وأخيرا مركز بتيتة في نفس الولاية. وحسب مواطنين، ممن تحدثت إليهم "الشروق"، فإن توافدهم على المراكز الحدودية، لا علاقة له باحتفالات رأس السنة الميلادية، ولا بالسهرات التي يتنقل من أجلها الكثير، بقدر ما إن الهدف من الخروج نحو تونس اقتصادي بحت، لضمان التأشيرة، على جوازات السفر، والعودة من المركز الحدودي التونسي، بل إن هناك من أكد أنه لا يحوز حتى دينارا واحدا تونسيا، في جيبه، إذ إنه تحصل على التصريفة من البنك، وقام ببيعها بالسوق السوداء، واستفاد من فارق يقارب 6 آلاف دينار جزائري، بما أن سعر العملة الصعبة في السوق الموازية قارب 185000 دج لكل مئة أورو. ولم تفوت بعض العائلات الفرصة لتأكيد أن وجهتهم نحو تونس من أجل العلاج. وأكدوا أن أغلب الأمراض المستعصية، التي لم يتم علاجها بالجزائر، صارت تتطور بشكل لافت بمختلف العيادات الطبية بتونس، رغم التكاليف الباهظة، التي قد تصل إلى 50 و60 مليون سنتيم جزائري، في عملية جراحية عادية. من جهتهم، برّر البعض ممن يتنقلون إلى تونس، بأنهم يرغبون في قضاء عيد رأس السنة لعدة اعتبارات، أبرزها انخفاض تكاليف الإقامة، وتنوّع الخدمات بمختلف الأماكن التي يقصدونها، عكس ما هو متوفر عندنا.