طوابير طويلة في المراكز الحدودية لصرف العملة قبل أيام على حلول رأس السنة الميلادية، تعرف مراكز العبور الحدودية بولاية تبسة توافدا غير مسبوق للمواطنين بغية التأشير على جوازات سفرهم كإجراء إجباري للحصول على منحة صرف ثانية خلال السنة الجديدة، الأمر الذي أحدث حالة استنفار قصوى في شبابيكها لتلبية رغبات الوافدين عليها وإتمام إجراءات الصرف من قبل جمارك وشرطة الحدود. ومع بداية العد التنازلي لنهاية السنة الميلادية تشهد مختلف البنوك والمصارف المالية بولاية تبسة إقبالا كبيرا للمواطنين من أجل الحصول على منحة الصرف بالعملة الصعبة السنوية. ورفعت "التصريفة" هذه الأيام عدد الوافدين على الحدود الجزائرية التونسية بحيث شكلت هذه الحركية غير المعتادة والمألوفة في باقي الشهور طوابير طويلة بمختلف المراكز الحدودية الأربعة بولاية تبسة، وتنطبق هذه الوضعية على باقي الولايات الشمالية الحدودية المتاخمة للجمهورية التونسية. وأرجع المسؤولون هذه الوضعية الاستثنائية وهذا التوافد الكبير للمواطنين إلى رغبة هؤلاء في ختم جوازات السفر والتأشير عليها بتأشيرات الدخول والخروج، إذ تمنح هذه العملية هامشا من الربح بين 3000 و3500 دينار عن كل جواز سفر ودون عناء ومجهود يذكر، وتسمح ما يسمى محليا "بالتصريفة" لهؤلاء من هذه المبالغ التي قد تتضاعف بتضاعف عدد جوازات السفر كما تسمح بتنشيط سوق الصرف بالأسواق الموازية. ولتبرير عملية صرف العملة الصعبة يقوم هؤلاء بتأشير جوازاتهم والعودة في اليوم نفسه، ومن أجل مضاعفة ما يجنيه المواطنون من العملية تحبذ العائلات الحج جماعيا إلى الحدود بغية تحقيق مكاسب مادية هامة قد لا تمنحها لهم باقي شهور السنة. وأمام التوافد الكبير على المراكز الحدودية تتشكل الطوابير وتصبح الحركة بطيئة من الجانبين. وتحسبا لهذه الظاهرة التي باتت تتكرر مع نهاية كل سنة قامت المديرية الجهوية للجمارك بتبسة كغيرها من المديريات بتسخير أعوان إضافيين وتدعيم مراكزها الأربعة بالوسائل والتجهيزات الضرورية لتأمين استقبال هؤلاء في ظروف جيدة وضمان عبور سلس لهم إلى تونس وكذا رحلة العودة إلى التراب الوطني. واستنادا إلى المديرية الجهوية للجمارك فقد ارتفع عدد الوافدين على المراكز الأربعة بولاية تبسة وقد فاق المعدل المسجل في باقي شهور السنة، بحيث تجاوز معدل الوافدين على هذه المراكز ال 700 زائر يوميا والعدد مرشح للارتفاع في اليومين القادمين، بسبب تزايد الطلبات على "التصريفة" والتوافد القياسي للآلاف على الحدود للتأشير على جوازات السفر لإعادة بيع الأورو في السوق الموازية ومنه ربح فارق قيمته تقارب أربعة آلاف دينار. وحسب خبراء في الاقتصاد فإن الجزائريين ينفقون 500 مليار سنتيم للاحتفال برأس السنة الميلادية، وهو رقم تقريبي حسب الخبراء، الدين أكدوا أن الرقم مرشح للارتفاع حسب القدرة المالية ومستوى الفرد، باختلاف مستويات الدخل، والأماكن المحتفل فيها، حيث تعد كل من تونس، المغرب، إسبانيا وتركت الوجهة المفضلة للجزائريين للاحتفال بهده المناسبة.