أضاف سكان قرية أذرار ناث قضيعة بتيزي وزو الجمعة المنصرم، عملا إنسانيا آخر إلى رصيدهم التضامني الزاخر بالأعمال الإنسانية الفريدة من نوعها، حين أقدموا على تشييد فيلا لا يملكها الكثير من المساهمين في انجازها، لأرملة وأطفالها الثلاثة، الذين رحل ولي أمرهم في حادث أليم خلال العاصفة الثلجية لسنة 2012، وقد استلم المسكن في ظرف قياسي لم يتجاوز السنتين. سنتان فقط، بهبة تضامنية وإرادة فولاذية مشحونة بالعمل الإنساني الذي تميزت به هذه القرية الصغيرة في بلدية أغريب بولاية تيزي وزو، كانت كفيلة بإنهاء معاناة كبيرة لأسرة "وقواق"، التي تكالبت عليها المآسي والمعاناة بعد رحيل الوالد في شتاء 2012، لتبقى بدون معيل في مأوى شبيه بمنزل يفتقد لأدنى الضروريات التي من شأنها ضمان حياة كريمة للأطفال الثلاثة ووالدتهم. الوضعية الصعبة للأرملة التي أصبحت تعيل أطفالها بصدقات ودعم المحسنين بعد وفاة زوجها، قررت لجنة القرية تغييرها نحو الأفضل، حيث أطلقوا عملية تضامنية واسعة في القرية والمناطق المجاورة لجمع مبالغ مالية تكفي لبناء مسكن "أحلام" لليتامى، حيث انطلقت أشغال البناء تحديدا في 4 اكتوبر 2012، بسواعد متطوعين ومواد بناء قدمها محسنون وأخرى مقتناة بأموال قدمها محسنون أيضا. الانشغال بهذا العمل الخيري والحرص على إنهائه بأقصى سرعة ممكنة، كان الشغل الشاغل للجنة القرية وجميع سكانها، الذين قرروا إخراج العائلة من حالة العوز والحرمان بحل جذري، لم ينه فقط معاناتهم مع السكن، إنما يضمن لهم مدخل رزق يغنيهم عن الحاجة للآخرين، والحل تمثل في انجاز محلات تجارية في الطابق الأرضي، تستغلها العائلة عبر الإيجار أو القيام بنشاط تجاري حين يبلغ الأطفال السن الذي يمكنهم من ذلك، إلى جانب طابق للسكن. هذا العمل الخيري لم يكن سطحيا ولا عشوائيا، حيث أنجز السكان للعائلة مسكنا يعد حقيقة "مسكن أحلام"، أثبتت به القرية مرة أخرى انها السباقة والرائدة في الأعمال الخيرية والتضامنية على المستوى الوطني وليس فقط ولاية تيزي وزو، اذ أنقذت العمليات التضامنية التي تطلقها اللجنة في كل مرة، حياة الكثير من المرضى المحتاجين للعلاج في الخارج والذين تخلت عنهم الدولة، وآخر مبادرة مثلجة للصدور، قيام اللجنة بعرض مبلغ مالي قارب الثلاثة ملايير سنتيم، لفائدة المرضى عبر الوطن، بعد ما تم جمعها لصالح مريضة في القرية، كان الموت اقرب إليها من المبلغ المطلوب لعلاجها. ومنزل اليتامى هذا سيبقى معلما شاهدا على العمل التضامني والالتفاتة الإنسانية، لسكان لم تمنعهم المعيشة الصعبة ولا حتى سياسة التقشف المفروضة، من الاهتمام بالشرائح المعوزة.