بإعلان الوزير الأول عبد المالك سلال أن احتياطات الصرف ستنهي عام 2016 في حدود 114 مليار دولار، تكون الجزائر قد فقدت خلال 3 سنوات (36 شهرا) ما قيمته 80 مليار دولار، أي أكثر من 80 ألف مليار سنتيم، وكان عام 2016 الأسوأ في تاريخ احتياطات الصرف، حيث فقدت الجزائر خلال هذا العام لوحده ما يفوق 30 مليار دولار. وخلال نزول الوزير الأول ضيفا على التلفزيون الجزائري قال سلال إن احتياطات الصرف من العملة الصعبة ستنهي العام 2016 في حدود 144 مليار دولار، في حين كان محافظ بنك الجزائر محمد لوكال قد صرح على هامش المنتدى الإفريقي للاستثمار أن الاحتياطات من الممكن أن تنهي السنة في مستوى 117 مليار دولار. وحسب الوزير الأول فإن السبب الرئيسي لهذا التراجع كان سعر صرف الدولار مقارنة بالدينار الذي ارتفع بصفة ملحوظة ما أثر على مستويات احتياطات الصرف من العملة الصعبة، وحسبه فإن خزانة الجزائر من "الدوفيز" منحكم فيها بشكل جيد، رغم الحملات التي تقودها أطراف أجنبية على الجزائر. وحسب جدول تطور احتياطات الصرف منذ نهاية سنة 2013 الرسمية الذي أعده بنك الجزائر ومتوفر على موقعه الرسمي على شبكة الانترنت، فقد كانت مستويات "الدوفيز" في حدود 194.012 مليار دولار نهاية 2013 وبداية 2014، وهو المستوى الأعلى الذي بلغته في تاريخها. ومع بداية الأزمة النفطية منتصف عام 2014 وتراجع أسعار البرميل تدريجيا، انخفضت معها مستويات احتياطات الصرف الجزائرية من العملة الصعبة، حيث تراجعت إلى نحو 185 مليار دولار في سبتمبر من ذات السنة، وتتراجع لاحقا بشكل أكثر حدة بنهاية ديسمبر 2014 وتنزل إلى 178.94 مليار دولار. وتواصل النزيف الحاد في "خزانة دوفيز" الجزائر حيث نزلت أكثر عام 2015 وتصل إلى مستوى 159.03 مليار دولار في جوان من ذات السنة، وتستمر في النزول خلال السداسي السنة أيضا لتصل إلى 144.13 مليار دولار بنهاية شهر ديسمبر 2015. وتفاقم انهيار احتياطات الصرف الجزائرية من العملة الصعبة أكثر خلال السنة المنقضية رغم التدابير التي أقرتها السلطات لتخفيف فاتورة الواردات في ظل تهاوي مداخيل البلاد من العملة الصعبة، لكن ذلك لم يفلح في كبح الخسائر، بديل أن الاحتياطات نزلت في عام واحد فقط، أي من ديسمبر 2015 إلى ديسمبر 2016، من 144.13 إلى 114 مليار دولار. وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة كانت 2016 الأكثر خسارة بالنسبة لاحتياطات الصرف التي فقدت خلال عام واحد فقط 30.13 مليار دولار، أي أكثر من 30 ألف مليار سنتيم، بينما فقدت الجزائر خلال عامي 2014 و2015 ما مجموعه 50 مليار دولار أي أكثر من 50 ألف مليار سنتيم.